نشاط البطريرك الراعي – بكركي
نشاط البطريرك
استقبل غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الخميس 22 نيسان 2021، في الصرح البطريركي في بكركي، النائبان السابقان صلاح حنين ونبيل دو فريج في زيارة “تأييد لصرخة البطريرك الراعي ومواقفه الوطنية، جرى فيها التأكيد على ضرورة تطبيق القرارات الدولية المنسجمة مع اتفاق الطائف والمنبثقة من روحيّته”.
وشدّد النائبان على ضرورة تطبيق القرارات الدولية 1559 و 1701 حيث تعهّدت الحكومة أن لا نفوذ أو سلاح إلاّ للدولة اللبنانية، وعلى ضرورة تطبيق الطائف بحرفيّته والذي دعا الى تسليم سلاح كل الميليشيات، كما كان تأكيد على وطنيّة مواقف البطريرك العابرة للطوائف.
ثم استقبل غبطته وفداً من المجلس الوطني لثورة الأرز برئاسة الأمين العام طوني نيسي، الذي وضعه في أجواء التحضيرات للمؤتمرات المقرّر انعقادها في الخارج لدعم مبادرة بكركي، كما جرى عرض للخطوات التي يسعى من خلالها لوصل المجتمع المدني مع مبادرة صاحب الغبطة.
كما استقبل البطريرك الراعي عضو الهيئة اللبنانية لحقوق الانسان المحامي ريمون مدلج وجرى عرض للأوضاع العامة على الساحة الداخلية.
وبعدها استقبل غبطته وفداً من الاتحاد العربي للقبائل في البلاد العربية برئاسة أالشيخ نواف المرعي الذي قدّم للبطريرك وسام الفخر العربي بإسم القبائل والعباءة التقليدية. وشدّد المرعي في كلمة ألقاها على تأييد القبائل العربية لمواقف صاحب الغبطة الوطنية ولصوته الصارخ في زمن الأزمات والغلاء والوباء.
ثم كانت كلمة للمسؤول الاعلامي للاتحاد عامر محمد، أعرب فيها عن اعتزاز الوفد بزيارة الصرح البطريركي الوطني، وعن تقدير القبائل العربية لسعي البطريرك الدائم لإنقاذ لبنان وإيجاد الحلول للأزمات المتراكمة وللمطالبة المتكرّرة بتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن. واعتبر أن رجال الدين حافظوا على مرّ التاريخ على بقاء لبنان وكانوا قادة عظماء، مجدّداً أمل جميع اللبنانيين بصاحب الغبطة لإنقاذ لبنان من فساد السياسيين.
من جهته ألقى صاحب الغبطة كلمة قال فيها: “أنا سعيد جداً بإستقبالكم اليوم وبحضوركم من مختلف المناطق اللبنانية والعربية، وأشكركم على محبتكم وهي شرف كبير لي، كما أشكر الشيخ نواف وأشكركم على العباءة التي تعكس روح التعايش الوطنيّة، وعلى محبتكم للبنان التي ظهرت جليّة في الكلمات التي تفضّلتم بها، فجميعنا نتحدث لغة واحدة وثقافة واحدة وهي الثقافة اللبنانية التي هي نسيج من المسيحيين والمسلمين، هذه الثقافة بنيناها سوياً وجعلت من لبنان بلداً للرسالة ونموذجاً في العالم”.
وأضاف غبطته: “أريد أن أمتدح القيم العشائرية التي تتحلّون بها والقيم العائلية والوطنية والهمّ الذي تحملونه لهذا الوطن، ومدى تألّمكم عند تفكّكه، ولكن هذه مجرّد مرحلة نمرّ بها وسنواجهها بالقِيم المشتركة. أنا أضمّ صوتي إلى صوتكم وأدعو المسؤولين الى تشكيل حكومة إنقاذية بأقرب وقت ممكن، حكومة تتكوّن من مستقليّن، لأن التجارب أثبتت أن الحكومات الحزبية أو تلك المنبثقة من الكتل النيابية قد فشلت، وبالتالي المطلوب حكومة قادرة على وضع خطط إنقاذية لمساعدة لبنان على النهوض. فمنذ متى يتوسّل اللبناني لقمة عيشه، ومنذ متى كان نصف الشعب اللبناني تحت خطّ الفقر، اللبناني صاحب عزّة نفس وكرامة ومحبّ للضيافة والحياة، وما نريده اليوم هو أن نحافظ على قيمنا اللبنانية وأن نصمد في وجه الأزمات”.
وتابع: “من المؤسف أن الهجرة اليوم تأخذ خيرة الشباب، فهي سيف ذو حدّين، لأنها السبيل لتأمين مصدر العيش، ولكنها خسارة للوطن، خسارة لا يعوّضها الاّ قيام الدولة وعودة الاستقرار، فاللبناني مبدع وقد أعطاه الله قوّة التفكير، وهدفنا أن يعود اللبناني المغترب ليعيش في لبنان”.
وختم قائلاً: “إن العباءة التي ارتديتها اليوم هي ليست مجرّد حركة شكليّة، بل علامة على تكاتفنا ووحدتنا كلبنانيين وضرورة الحفاظ على قيمنا وحضورنا وعائلاتنا لأن جمال لبنان هو بتنوّعه رغم إفساد هذه الصورة من بعض السياسيين. أشكركم من كل قلبي على هذه الزيارة وأتمنى لكم شهراً مباركاً وصوماً مقبولاً. دعاؤنا أن يكون الربّ معكم وأن يبادلكم الزكاة التي تقدمونها بالخير والبركة لكم ولعائلاتكم”.