نشاط البطريرك الراعي – بكركي
نشاط البطريرك
إستقبل غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الخميس 26 نيسان 2018، في الصرح البطريركي في بكركي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في لبنان حمد الشامسي الذي قدم لغبطته دعوة باسم وزير التسامح الإماراتي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان للمشاركة في المؤتمر العالمي للأقليات المسلمة في دول العالم بعنوان “المؤتمر العالمي للأقليات المسلمة … الفرص والتحديات،” والذي سيعقد يومي الثامن والتاسع من شهر ايار المقبل في امارة ابوظبي.
ثم التقى غبطته نائب رئيس الحكومة السابق الياس المر الذي قال بعد اللقاء: “زيارتنا لصاحب الغبطة ليست بالأمر الجديد نظرا لما تربطنا به من علاقة عائلية عمرها نحو50 سنة، وشخصيا تربطني به علاقة محبة واحترام عمرها 20 سنة، على كل المستويات، سواء كانت كنسية أم كمرجعية للكنائس المسيحية ورأس الكنيسة، وهذا ليس بجديد اليوم”.
أضاف المر: “اليوم ومع وجود محطة سياسية في البلد نرى ان الناس مهتمة بمواضيع سياسية، أما أنا فاهتمامي بموضوع اساسي وهو الطلب من غبطته رعاية افتتاح مركز لمؤسسة الانتربول في تشرين الثاني المقبل لاطلاق المشاريع العالمية من لبنان الى العالم، وهذا الموضوع سيكون برعاية غبطته لأنه يمثل الجميع، فهو عنوان للتقارب المسيحي-الاسلامي وعنوان للكنيسة في لبنان والعالم. وبما ان مؤسسة الإنتربول تود العمل بعيدا عن التجاذبات السياسية في البلد، فرأس الكنيسة هو على مسافة من الجميع وبعيد عن هذه التجاذبات، وهذا امر مشرف لمؤسسة الانتربول ومشرف للمسيحيين وللبنان، أن يتم وضع حجر الاساس وافتتاح هذا المركز برعاية غبطة البطريرك.”
وتابع المر:”على الرغم من هذه الاجواء، ولسوء الحظ، حيث الغيوم السوداء في البلد وعلى كافة المستويات، نوجه رسائل ايجابية للبنانيين وخصوصا لابناء المتن حيث سيكون المركز في ساحل المتن، وهو سيؤمن فرص عمل لنحو 450 شخصا، اضافة الى عدد قليل من الاجانب الذين لديهم خبرات معينة في البرامج العملية. اما القسم الاكبر فسيكون من الكوادر العاملة في مجال الامن والقضاء، أكانت لا تزال في الخدمة ام متقاعدة، وهي تستطيع اعطاء قيمة مضافة لهذا الموضوع، هذا على مستوى الزيارة.”
وقال المر: “في ما يعود الى الشق الآخر، أردت ان اقول لغبطة البطريرك ان المسيحيين في لبنان جزء أساسي من تاريخ هذا البلد، ونأمل أن يكون لدينا الوعي الكامل في خلال الانتخابات وبعدها لنبقى جزءا اساسيا من مستقبل البلد، لاننا اذا لم ندرك اننا كنا جزءا اساسيا من تاريخ لبنان ولم نعرف كيف نتصرف في الانتخابات النيابية في 6 ايار، فمن الممكن أن نتأثر، والمسيحون تحديدا، في حضورهم وحجمهم ودورهم في مستقبل لبنان، واتمنى على كل لبناني ومسيحي الانتباه لمن يمنح صوته، لان عليه التفكير ان يوم السادس من ايار هو نهار وليس بعمر، اما المسيحيون فهم تاريخ وحاضر ومستقبل”.
وفي رده على سؤال عما يخيفه في هذا الشأن، اجاب المر: “لا شيء يخيفني اصلا، هناك امر يجعلني قلقا، وهناك قرف. القلق من التشرذم المسيحي الحاصل لانني عندما انظر الى أبناء الطوائف الاخرى اقول “برافو عليهم”، وعندما انظر الى الطوائف المسيحية اقول “عيب علينا”، هذا هو القلق.
وما يقرفني هو الغدر ببعضنا البعض وضمن اللوائح الواحدة، والغدر بين الاخ واخيه، والغدر في هذا القانون الذي هو قانون الغدر والذل للبنانيين، ويجب ان تحاسب الاحزاب المسيحية التي صوتت عليه في المجلس النيابي. الناس طالبوا بقانون نسبي يتمثل فيه الجميع، ولم يطالبوا بقانون ينتخب لهم نوابهم قبل الانتخابات، ولم يطالبوا بقانون يعلم الناس الخيانة، والناس لم يكن هدفهم ان يتفرجوا على انتخابات، لسوء الحظ العامل فيها هو الدولار الاخضر، يعني ان هناك سعرا لصوت الناخب، واصبح الامر مزادا علنيا. ولا شك ان وضع الدولة ووضع الحكومة ووضع البلد اوصل المواطن الى هذه الحالة. هذا القانون عنوانه “القضاء على بعضنا البعض”، وسيخرج المسيحيون منه “مهشمين ومهبجين”، في حين ان الطوائف الاخرى ستخرج اقوى واقوى”.
وعن مطالبته بقانون جديد للانتخابات، اجاب: “لسوء الحظ المطالبة بقانون جديد الآن هو تماما كسفينة تغرق ولم يتبق منها سوى خشبة واحدة يرفعها احدهم للمطالبة بقانون. المصيبة وقعت. اكيد اطالب بقانون آخر، وهذا القانون لم يكن يجب ان يخلق اصلا. من وضع القانون سرق من الناس املهم ورغبتهم ومحبتهم للوطن ورموهم في قانون وضعوا من خلاله لبنان والمسيحيين تحديدا في “كيس” لكي يرموهم جميعا خارج المعادلة السياسية. كل المسيحيين في “كيس” واحد كي يكونوا خارج المعادلة السياسية بعد الانتخابات، ولست انا من يقول هذا. انا كنت اتعامل في الفترة الماضية مع المجتمع الدولي بشكل مكثف، واسمع ماذا يقولون في الخارج، وأفاجأ بأحد العلماء الكبار في احدى المنظمات الدولية يقول لي ان هذا القانون غير موجود في العالم شكلا ومضمونا، فكيف استطاعوا أن يخترعوه؟ وكيف استطاعت الحكومة اختراعه وتمريره؟ هذا غريب لانه سيفرز طبقة سياسية تقضي على كل الطوائف غير المحصنة، وأولها الطائفة المسيحية”.
وعن تقاطع كلامه مع موقف فخامة رئيس الجمهورية الذي اطلقه بالامس عن عدم شراء الاصوات، أوضح: ” بالنسبة لما قاله بالأمس فخامة الرئيس في كلمته ان لا تصوتوا لمن يشتري اصواتكم. فاذا كان يستهدف بعض اعضاء اللوائح التابعة له ممن يقومون بهذا العمل فمعه حق 100%. اؤيد هذا الكلام وانا مسرور به جدا. اما اذا كان هناك شتاء وصيف تحت سقف واحد، فهناك مشكلة بالتأكيد، وانا اذا كنت اليوم في لوائح السلطة اسأل من يعني هذا الكلام؟ اذا كان يعني فلانا او فلانا فيجب اخراجهم من اللائحة كي نطبق مبادىء رئيس الجمهورية، لأن كلام رئيس الجمهورية في البلد يجب ان يحفر في مكانه ويسمعه اللبنانيون ويأخذوه على محمل الجد ويطبقوه.”
بعدها استقبل غبطته الاستاذ تيمور جنبلاط والنائب وائل ابو فاعور وعرض معهما لقضايا وطنية متعلقة بالجبل. بعد اللقاء قال جنبلاط: “ان زيارة غبطة البطريرك الراعي هي للتاكيد على ان المصالحة اكبر من الإنتخابات، التي تنتهي في السادس من شهر ايار ولكن المصالحة انشالله سوف تستمر.”
وأضاف: “ما من داع لخطاب التحريض الذي يمارسه بعض الأطراف السياسية واذا اردنا ان نكون صريحين فهو طرف سياسي واحد فقط.”
وختم جنبلاط:” تشرفنا ايضا بلقاء غبطة البطريرك صفير الذي هو مؤسس المصالحة وهو رجل مميز وتاريخي في لبنان.”
كما استقبل غبطة البطريرك وزير الدفاع السابق فايز غصن الذي قال بعد اللقاء:”انا هنا للتأكيد على محبتي وتقديري واحترامي لسيد بكركي ولهذا الصرح البطريركي العريق، الذي نكن لهما كل الإحترام مع ما يعنيانه لنا. وآمل ان يتم الإستحقاق الإنتخابي المقبل بشكل جيد وان يقدم للبنانيين فسحة امل لإعادة بناء دولتهم بعد الحالة التي وصلنا اليها اليوم.”
ومن زوار الصرح البطريركي رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح رئيس بلدية جونية جوان حبيش الذي لفت الى ان “لقاء غبطة البطريرك الراعي كان لعرض التفاصيل وآخر المستجدات حول ما اثير عن موضوع تقديمه الدرع التكريمي بمناسبة وضع حجر اساس للمبنى البلدي في بلدة المعيصرة.”