نشاط البطريرك الراعي – بكركي
نشاط البطريرك
زار غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الخميس 27 حزيران 2019، الإكليريكية البطريركية في غزير يرافقه المطران الياس نصار وامين سر البطريرك الخوري شربل عبيد، بمناسبة اختتام دورات التنشئة للكهنة الجدد لهذا العام، حيث التقى الآباء المنشئين والآباء الجدد بحضور المطران جوزيف معوض المشرف على التنشئة الكهنوتية والمونسنيور انطوان مخايل.
ووجه غبطته كلمة للكهنة، قال فيها:”كما ان النبتة ان عطشت تذبل وتيبس هكذا هو الكاهن ان لم يرتو من نبع العلم والثقافة واللاهوت فهو ايضا معرض لليباس. واليباس الروحي للكاهن امر خطير فهو ينتج عن عدم عيش الحياة الروحية ورفع الصلاة والإعتراف وعدم مواكبة تعاليم الكنيسة. في هذه الحال ماذا يمكنه ان يعلم الناس؟ اي شيء يخطر بباله؟ هذا يجعل الناس يملون من عظته لأنها لا تحمل اي معنى فهي قبل كل شيء لا تحاكيه. والفكرة الأساسية من الوعظ هي التركيز على دائما على ما يريد ان يقوله الإنجيل للكاهن قبل اي احد آخر، وهو بدوره ينقل هذه الرسالة الى الناس من خلال تحضير العظة بالأسلوب المناسب.”
وتابع غبطته:” من هنا اهمية التنشئة التي استفدتم منها من دون ادنى شك. الكنيسة بحاجة الى كهنة مثقفين ولديهم روحانية لانه لا يمكننا الفصل ابدا بين العلم والحياة الروحية. فالحياة الروحية من دون علم لا تنفع والعلم من دون حياة روحية يبقى ناقصا. على الكاهن ان يعلم ويعظ ويعرف الناس. تماما كالقاضي الذي نتيجة لثقافته المتخصصة في القانون وخبرته وعلمه يمكنه اطلاق الأحكام المنصفة بحق الأشخاص. هذه هي اهمية التنشئة اليوم لا يمكننا الإتكال عليها فقط وانما علينا ايضا ان نتبع لاهوتنا. التحصيل الأكاديمي وحده لا ينفع ان لم يكن مواكبا لروحانية مميزة. فان لم تكن المفاهيم اللاهوتية والاخلاقية واضحة عندي كذلك المفاهيم الكتابية لا يمكنني تطبيقها في حياتي. العلم لا ينتهي. ونحن بقدر ما نقرأ بقدر ما نغتني وهذا ما اكده القول الشهير اثنان لا يشبعان طالب العلم وطالب المال. ونحن نعير اهتمامنا للقسم الأول اي لطالب العلم وربنا يوفقكم في حياتكم الكهنوتية والمسيح ربنا بحاجة الى كل واحد منا.”
وكان غبطته قد استقبل صباحا في الصرح البطريركي في بكركي، الممثل الرسمي لإتحاد خبراء الغرف الأوروبية لدى الجمهورية اللبنانية، المستشار الدكتور نبيل بوغنطوس، يرافقه الأستاذ جوزيف توتنجي، في زيارة عرض فيها الزائران “المهام التي يتولّاها مكتب اتحاد الغرف الأوروبية في لبنان، حيث ينقسم العمل على نطاقين، الأوّل يقوم على بناء علاقات تنسيق بين غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان وفي الاتحاد الأوروبي، أما النطاق الثاني، فهو الدور التنموي على كافة الأصعدة “.
ولفت بو غنطوس الى ان:” الاتحاد يتولى أموراً كثيرة بالتعاون مع البرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية، من خلال المساهمة في مشاريع داخل لبنان، سيتم الإعلان عنها تباعا،” مثنيا على” البيان الذي اصدره سينودس الأساقفة الموارنة وبشكل خاص مشكلة الإسكان، فقمنا بعرض بعض الأفكار مع صاحب الغبطة، والمبنيّة على تجربتنا السابقة، من خلال بناء بعض الوحدات السكنية المدعومة، والتي تقوم على قروض ميسّرة ، وفوائد منخفضة، وطرحنا فكرة أن تقوم المصارف بمساعدتنا في هذا المشروع، من خلال الاشراف على تنفيذ هذه المشاريع”.
وختم بو غنطوس قائلاً :” لقد أكدنا لصاحب الغبطة من خلال لقاءاتنا في الاتحاد الأوروبي، أن لبنان لن يُسمح له بالانهيار “.
وبعد الظهر، استقبل البطريرك الراعي في الصرح البطريركي في بكركي وفد جمعية “معا نعيد البناء” برئاسة المؤسس الأب مارون عطالله الأنطوني ، يرافقه الأب جوزيف عبد الساتر الأنطوني، في زيارة وجه في خلالها الأب عطالله دعوة لغبطته لمباركة اللقاء الذي تنظمه الجمعية مع مدرسة الآباء اللعازاريين وبلدية عينطورة حول مئوية لبنان الكبير بعنوان “واقع ومرتجى” في شهر تموز المقبل.
والقى المحامي رشيد الجلخ كلمة باسم الوفد عدد فيها “لاهداف الجمعية التي تأسست في العام 2012 و المتمثلة بتعزيز العلاقات الوطنية على مختلف صعدها الإجتماعية والثقافية والأدبية والروحية انطلاقا من ايمان اعضائها بأهمية الصيغة اللبنانية في التعاطي اليومي النموذجي بين مختلف العائلات الروحية التي تشكل نسيج المجتمع اللبناني ولحمته.”
بدوره هنأ البطريرك الراعي اعضاء الجمعية على “النشاطات البناءة التي تقوم بها والتي تنوعت بين ثقافية واجتماعية وتراثية مشرقية،” مؤكدا ان “لبنان يبنى ببناء الإنسان ولو حافظ الإنسان فيه على القيم الاخلاقية والإنسانية والروحية والسياسية لما وصلنا الى ما وصلنا عليه اليوم.”
وتابع غبطته:” عملكم ممتاز وهو اساسي في هذه المرحلة لأنه يقرب المسافات بين ابناء الوطن الواحد ويفتح نافذة على العالم ليتعرف الى وجهنا الحضاري العريق من خلالكم، ونحن نأمل ان تتمكن هذه الجمعية من ضم اكبر عدد ممكن من الناس الذين يؤمنون ببناء الإنسان، وسط واقع جديد مخيف نشهده اليوم وهو واقع الصراع المذهبي والطائفي الذي يعيدنا الى الوراء ويحول دون تقدمنا على طريق المحبة والسلام والامان والعيش بكرامة.”
link for Photos Gallery / http://media.bkerki.org
PHOTO ALBUM: Bkerki Meetings_27.6.2019