نشاط البطريرك الراعي – بكركي
نشاط البطريرك
إستقبل غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الثلاثاء 1 ايار 2018، في الصرح البطريركي في بكركي، المندوب الأسقفي الفرنسي للعلاقات مع المسلمين الأب فينسان فيرولدي، على رأس وفد من ممثلي الأبرشيات الكاثوليكية في فرنسا ضم كهنة وعلمانيين، بحضور الأمين العام للجنة الوطنية للحوار المسيحي الإسلامي المير حارث شهاب، الذين اطلعوا من غبطته على واقع العلاقة التي تجمع بين المسيحيين والمسلمين في لبنان منذ انشاء لبنان وحتى اليوم.
واشار فيرولدي بعد اللقاء الى ان “الوفد مهتم بمعرفة المزيد من المعلومات عن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين للتعمق فيها،” لافتا الى ان “عددا من اعضاء الوفد تم تعيينهم من قبل اساقفتهم لتكوين فكرة واضحة وعميقة عن الموضوع.”
وتابع فيرولدي:” لقد قمنا في السنتين الماضيتين، وفي الإطار نفسه بزيارة للمغرب والقاهرة في رحلة دراسية، واليوم اتينا لزيارة لبنان لاكتشاف واقع هذه العلاقة بين المسيحيين والمسلمين التي تهمنا كثيرا لا سيما وسط الظروف الصعبة التي يشهدها الشرق الاوسط من حروب ونزاعات اضف اليها مسألة النازحين وتداعياتها القوية على لبنان كذلك على اوروبا. لقد كان من المهم جدا الإستماع الى قراءة غبطته للإطلاع على رأيه حول عدد من المواضيع في هذا السياق وذلك لمساعدتنا على اتباع طريق يؤدي الى وحدة مشتركة من اجل السلام تكون في خدمة كل الشعوب وسط هذا التنوع الإيماني والثقافي والخيارات السياسية بما ان حرية الدين وحرية التعبير هما امران اساسيان وغاية في الاهمية بالنسبة لنا جميعا.”
وختم فيرولدي: “لقد تاثرت كثيرا بصراحة ووضوح ما قاله صاحب الغبطة واهتمامه بالاخوة الإنسانية اضف الى ذلك انه للحفاظ على الهوية اللبنانية لا بد من ان يعود النازحون السوريون الى بلادهم فالأخوة الإنسانية تقضي باستقبالهم في الوقت الحالي ولكن على المدى البعيد يجب مساعدتهم ليعيشوا في البيئة التي ينتمون اليها اي حيث هي جذورهم.”
ثم التقى غبطته مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود وكان بحث في مواضيع تتعلق بالقطاع الزراعي في لبنان. وأشار لحود بعد اللقاء الى ان “الحديث تناول القطاع الزراعي والإستراتيجية التي تم وضعها لحل المشاكل. كما تم التطرق الى موضوع المطبخ اللبناني والالية التي سنطلقها في سياق اطلاق المنتجات الزراعية اللبنانية من نبيذ وعرق وزيتون وزيت الزيتون والدبس وغيرها سواء في الإغتراب اللبناني او في السوق الأوروبية والسوق العربية وهذا ما بدأنا العمل به مع النقابات الزراعية والصناعية وتحدثنا عن يوم النبيذ اللبناني الذي سيقام في سويسرا اضافة الى قطاع العرق. وعرضنا لمشكلة المناطق الحدودية والازمة السورية وتحدثنا عن منتجات اساسية كالتفاح اللبناني على ضوء مشاريع بدأ العمل بها لحل الأزمة.”
وتابع لحود:” لقد عرضنا للإستمارات التي بدات تردنا من الابرشيات وذلك عملا بتوصيات اللقاء الذي عقدناه في شهر آذار الماضي مع مجلس المطارنة في الصرح البطريركي في بكركي على ان يكون هناك عرض لكافة هذه المشاريع في الصرح البطريركي في الديمان في شهر تموز المقبل بحضور الهيئات المانحة والمنظمات الدولية ليكون هذا التعاون هو الاول من نوعه بين الابرشيات والمجتمع الدولي نظرا لأهمية انماء المناطق الزراعية وحل مشاكل الزراعة في لبنان.”
هذا وكان غبطته قد التقى مساء امس الإثنين 30 نيسان 2018، حشد المؤمنين الذين توقفوا عند مدخل الصرح لإلتماس بركته الرسولية قبيل توجههم في مسيرة صلاة الى مزار سيدة لبنان في حاريصا بمناسبة بدء الشهر المريمي. وبعد منحهم البركة تحدث غبطته اليهم وقال،:” سنرافقكم الآن وانتم متجهون الى مزار سيدة لبنان كما في كل عام في هذه المسيرة الروحية لتفتتحوا بها شهر ايار المخصص لتكريم امنا مريم العذراء سيدة لبنان. من المؤكد انكم تحملون في قلوبكم الكثير من النوايا، ونحن اليوم وكما تعلمون نلتفت دائما الى سيدة لبنان لكي نضع بين يديها وطننا وشعبنا. ويوم الأحد 13 الحالي سوف نحتفل كالعادة بعيد سيدة لبنان ومن ثم نعيد التكريس في احد آخر تكريس لبنان والشرق الاوسط لقلب مريم الطاهر، وكلنا ثقة انه لولا حماية سيدة لبنان لما تمكننا من ان نقطع كل هذه الظروف الصعبة. ففي كل مرة نصل فيها الى شفير الهاوية، نشعر وكأن يدا خفية تحمي وطننا وشعبنا.”
وتابع غبطته:”اليوم سنحملكم هذه الصلاة وانتم تصلون وتسيرون. احملوا في قلوبكم لبنان كل لبنان بمؤسساته وشعبه واذكروا الإنتخابات التي ستتم يوم الاحد كي يلهم ربنا الشعب اللبناني فينتخب الاشخاص بضمير فيكونون لخدمة لبنان وخيره. وان نقبل بنتائج الإنتخابات ونصلي على نية المنتخبين كي يتحملوا هم ايضا مسؤوليتهم ويكونوا في خدمة وطننا. واحملوا معكم في صلواتكم كل مرضانا واجيالنا الجديدة وهموم شعبنا وايضا كل بلدان المنطقة من سوريا والعراق وفلسطين واليمن ولا سيما كل البلدان التي تعاني من الحروب والازمات. نصلي لكي بشفاعة ربنا وسيدة لبنان ان يوضع حد للحروب ويتوطد السلام العادل والشامل والدائم ويعود كل المخطوفين والنازحين الى ارضهم فهذا هو حقهم.”
وختم غبطته:” من المؤكد ان الصلاة لا ترد وانتم في هذه المسيرة الروحية تتحملون مشقة الطريق كبارا وصغارا. فصلواتكم مقبولة وسهركم عند سيدة لبنان وقداسكم منتصف الليل مقبولا ايضا وانا اصلي لكي يفيض ربنا بشفاعة سيدة لبنان عليكم وعلى اهلكم كل نعمة وكل بركة وهكذا تتابعون طريقكم والعذراء مريم رفيقة دربكم.”