البطريرك الراعي التقى الرئيس الحريري والمهنئين بعيد الفصح – بكركي
نشاط البطريرك
استقبل غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الثلاثاء 3 نيسان 2018، في الصرح البطريركي في بكركي، القائم باعمال السفارة السعودية في لبنان وليد البخاري في زيارة وصفها البخاري ب”البروتوكولية بعد اعادة تكليفي كقائم بالاعمال وقدمنا التهاني بالاعياد، وتطرقنا الى الزيارة التاريخية للبطريرك الراعي الى المملكة واصدائها الايجابية”.
ثم التقى غبطته وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة يرافقه المدير العام للوزارة فادي يرق والمحامي جوزف ابو شرف الذين قدموا التهاني بعيد الفصح.
وأشار حمادة بعد اللقاء وفي رده على عدد من الأسئلة، الى “ان جئنا لمعايدة غبطة البطريرك انا ومدير عام التربية الأستاذ فادي يرق. والمعايدة ليست فقط واجب، انما هذا الصرح وهذا البطريرك بالذات أكن لهما ليس فقط الاحترام، انما المحبة العميقة جدا. وكانت فرصة للتداول في احد الامور التي تشكل هما وطنيا وهما خاصا عند غبطته، وهو تداعيات القانون 46 على القطاع الخاص بالنسبة لاقساط المدارس وحوق المعلمين واوضاع تلك المدارس. كلام البطريرك من ذهب فغبطته مدرسة جامعة الكل وانا كوزير للتربية اقولها المدرسة جامعة للكل ويجب على الكل ان يتعاطى مع الكل انطلاقا من هذا الكلام. فهي جامعة الاهل الذين يشكل اولادهم ثروة لبنان، وهي جامعة المدرسة كمؤسسة مفترض عليها ان تحمي التوازن الاكاديمي والاقتصادي للديمومة، وتحمي الاساتذة الذين ينقلون العلم للطلاب وهم لديهم حقوق لا احد ينكرها لا في القوانين ولا في القانون الذي صدر، انما وضع البلد والموازنة والخزينة في لبنان يستوجب ان نجدول هذا العبء”.
أضاف حمادة: ” لقد طرحت على غبطة البطريرك الامور التي كنت وضعتها امام المجلس النيابي ولم تمر بسبب وجود تحفظات غير نيابية وانما نقابية وغيرها. ولكن اتفقنا مع غبطته واخذنا بركته للعودة الى الحوار وألا يأخذ أحد الآخر رهينة لا في صندوق التعويضات ولا في موضوع الاقساط ولا الموازنات. نحن في تصرف الجميع، سنعاود الحوار عبر لجنة الطوارىء بدعم من المجلس الاقتصادي والاجتماعي، واذ توجب الامر انه بمرسوم ما او بترتيب ما او بقانون ما، ان نؤمن مع وحدة التشريع جدولة هذا التشريع لكي يبقى محمولا من قبل كل الاطراف، سنعمد الى ذلك. واتمنى على الجميع الا ياخذ احد رهينة عبر الاضرابات او غيرها التي تتحول الى جريمة بحق الاطفال والتلاميذ .”
وأوضح حمادة ردا على سؤال حول عدم عقد جلسة حكومية لمعالجة الموضوع: “لا اريد ان احكم على النوايا التي قد تكون جميعها طيبة وخصوصا نية فخامة الرئيس الذي كان يريد المساهمة في حل هذه الازمة قد يكون عن طريق مساهمة مالية من الدولة، وبسبب قصور الدولة اذ انه لا يجب ان ننسى ان القلة تولد النقار، اكتشف فخامة الرئيس انه ليس بمقدورنا هذا العام تحميل عبء الدرجات الست لخزينة الدولة وبالتالي هناك وعود مقطوعة وحوار سائر وكل هذا قد تأخر، وعلينا مواصلة الأمور والعمل بحيث لا نحمل الدولة الذاهبة الى باريس لتطلب دعما ماديا وهي قامت بانهاء مسألة الموازنة ولكن يجب ان يكون لهذه الموازنة مصداقية ولكن الدولة مسؤولة ايضا عن اولادها واطفالها وعن التعليم واساتذتها ومدارسها.”
وتابع حمادة موضحا رأيه في عدم تحميل الدولة هذا العبء اليوم: “ان فكرتي التي عرضتها على غبطته هي انه اذا توصلنا الى تفاهم يحفظ التشريع وحقوق المعنيين ولكنه يجدولها وفي مرحلة من المراحل تصبح الدولة قادرة على ان تدخل على هذه الجدولة بأية مساهمة، عندها نجد الحل. وقد يكون الحل ناعما جدا اليوم حيث يمكن اعطاء الاساتذة درجتين من العام 2018 ولكن مع ضمان المفعول الرجعي بحيث تكون الدولة مع المفعول الرجعي اصبحت قادرة بفضل هذه الجهود الاقتصادية ان تساهم، بحيث لا يضطر غبطته ان يقول ان البلد غير قادر على الدفع وهذا ما عبر عنه امام القصر الجمهوري وفخامة الرئيس ايضا يعرف وضعنا، ولا احد منا “ينمر” على الاخر” طبعا هناك وضع صعب في البلد ولكن اهم ما في البلد ثروته التي هي تلامذته ومدارسه وجامعاته، لذلك علينا ايجاد الحل.”
وأضاف حمادة:” لا يمكننا كما في كل الأمور في لبنان ان نحكم بشكل شامل على كل الناس. هناك مدارس متوازنة وعاقلة ولديها موازنات صحيحة وهناك مدارس قد تخضع لمراقبة المدققين في وزارة التربية وقد تنتهي امام القضاء. لا يجب ان نعمم بالقول ان كل المدارس تسرق الاهالي فهذا كلام غير صحيح، الاعباء زادت في البلد والتضخم اصبح قويا وارتفعت المعاشات انما للمعلمين حقوقا لن نحرمهم منها، والاهل لديهم قدرة لا يجب ان نضغط ونقضي عليها وعلى المؤسسات ان تكون منتظمة في موازناتها وفي نفس الوقت قادرة على مواجهة التحديات من دون افلاس، وهذه معادلة صعبة جدا ولكن في لبنان يجب ايجاد حل لها.”
ثم استقبل المدير العام لكهرباء زحلة اسعد نكد الذي اشار بعد اللقاء الى ان “الزيارة للتهنئة بالاعياد، وكانت مناسبة لاطلاع غبطته على وضع الكهرباء في زحلة المكان الوحيد الذي تؤمن فيه التغذية بالتيار على مدى ال24 ساعة يوميا.”
اضاف نكد: “ان عقد شركة كهرباء زحلة مع الدولة ينتهي في العام 2018 ولقد عرضت للوضع الذي سيكون في المنطقة اذا ما تسلمت مؤسسة كهرباء لبنان مكان شركة كهرباء زحلة، عندها سيستفيد المواطن من 12 ساعة تغذية بدل 24 ساعة اي هناك عودة للمولدات. وقد وعد غبطته بمتابعة الموضوع كي تستمر الكهرباء على ماهي عليه اي 24 ساعة وكهرباء. إن زحلة هي المكان الوحيد منذ 3 سنوات التي تؤمن التغذية 24 على 24”.
وتابع نكد:” إن الجميع سيستفيد من تجربتنا على الارض لاننا مع مبدأ اللامركزية الادارية والكهربائية وان كافة الافرقاء سيعملون بعد الانتخابات لتامين حل نهائي لأزمة الكهرباء في لبنان لأن الحل برايي هو حل سياسي.”
وظهرا استقبل البطريرك الراعي رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في الصرح البطريركي في بكركي، يرافقه وزير الثقافة الدكتور غطاس الخوري ومستشار الرئيس الحريري داود الصايغ، وكانت خلوة بين غبطته والرئيس الحريري تم خلالها عرض لعدد من المواضيع المحلية.
اجاب الحريري بعد الاجتماع على اسئلة الصحافيين وقال: ” بداية جئنا لمعايدة غبطته ونتمنى عيدا مباركا للجميع. لقد عرضنا خلال الاجتماع لكل الامور التي تحصل في البلد وما قمنا به في مؤتمر روما وما سنقوم به في باريس، اضافة الى استعداداتنا كحكومة لاجراء الانتخابات النيابية، وهذا الامر بالنسبة لنا هو انجاز مهم، خاصة وان هذه الانتخابات لم تحصل منذ العام 2009، وكان الحوار ايجابيا جدا، وان شاء الله نلتقي دائما مع غبطته في كل المناسبات التي اتمنى ان تكون كلها خير وبركة على البلد”.
وفي رده على سؤال حول امكانية ايجاد حل لأزمة المدارس الخاصة، واحتمال ان يتحول الطلاب الى رهينة خلال سنتهم الدراسية؟
أجاب الحريري: “يجب ألا يتحول الطلاب الى رهينة. نحن نريد ايجاد الحلول وان نتساعد في ما بيننا ، وهناك مشكلة حقيقية لدى المدارس، فهي لا تستطيع تحمل هذه التكاليف، لذا يجب على الاساتذة والمدارس ان يتساعدوا وان يكون هناك حوارا في ما بينهم لكي يريحوا بعضهم بعضا. ونحن كدولة وكحكومة، الجميع يعرف الوضع المالي الذي نعاني منه، وكم عملنا لوضع هذه الموازنة للتخفيف من مصاريف الدولة ومحاولتنا البقاء في اطار موازنة العام 2017، وقد تمكنا من ذلك. علينا ان نوفق بين كل هذه الامور وهناك حلول ايجابية طرحها وزير التربية مروان حمادة، وعلى الجميع ان يتفهم حساسية الوضع المالي للمدارس وللأهالي ايضا. بالنسبة للاساتذة هناك قانون يمنحهم حقا معينا، ولكن قد يحصلون عليه على دفعات، وبرأيي باستطاعتنا التوصل الى حلول، وعلى الجميع ان يكونوا ايجابيين. لا يوجد فريق لا يريد ان يساعد، المهم ان يتفهم الجميع المشاكل الموجودة لدى كل الاطراف، فحتى لو طلبنا من المدارس ان تدفع للاساتذة اليوم، فهي غير قادرة على ذلك، فما هو الحل؟ كما ان المدارس غير قادرة على زيادة الاقساط لان الاهالي لا يستطيعون تحمل ذلك. يجب على الاساتذة واصحاب المدارس والاهالي ان يتوصلوا الى حل لهذا الموضوع، وبرأيي انهم يستطيعون ذلك”.
وعن امكانية لقائه بالنائب وليد جنبلاط ، أشار الحريري: “علاقتي مع وليد بك تشهد صعودا ونزولا وكلنا يعرف هذا الامر، ولكن ليس بسبب سعد الحريري. لذلك، أنا أنظر دائما في هذا الموضوع الى العلاقة الاستراتيجية، اما يوميات هذه العلاقة فهي جزء من السياسة اللبنانية، ونحن ووليد بك لن نختلف فهو يعرف ماذا يمثل بالنسبة لي وانا اعرف ما امثله بالنسبة له، ولا مشكل عندي في لقائه”.
سئل: هل تتخوف من وصول مجلس نيابي جديد من لون واحد يعيد الوصاية السورية الى لبنان من خلال بعض المرشحين المطروحين؟
أجاب: “مع وجود الخرزة الزرقاء، هذا الامر صعب جدا”.
قيل له: ستذهبون الى باريس من اجل الحصول على قروض وهبات جديدة، ومطلوب منكم القيام بإصلاحات في عدة قطاعات كانت قد ادرجت في مؤتمرات سابقة ولم تطبقها الحكومات المتعاقبة؟
أجاب: “الاصلاحات الحقيقية ليست بتعيين مجلس ادارة او ما شابه، بل هي اصلاحات بنيوية ويجب علينا ان نتعمق بها. فالاصلاحات التي يجب علينا القيام بها ليست من اجل مؤتمر سيدر او غيره. نحن كلبنانيين يجب ان نطور انفسنا، فلا يجوز ان تكون هناك قوانين صادرة في الخمسينات والستينات وما زلنا نتعامل معها حتى يومنا هذا وكأن العالم لم يتغير. يجب ان ننظر في كل القوانين القديمة وندخل عليها اصلاحات تجاري التطور التكنولوجي والقضائي والبيئي والتجاري وغيره، وهذا ليس لمصلحة مؤتمر سيدر بل من اجل مصلحتنا نحن كلبنانيين. يجب ان ننفض عنا الغبار الذي يغطينا، وهذا ما يطالب به المجتمع الدولي ليس لخدمته هو، بل من اجل مصلحة اللبنانيين”.
أضاف: “عندما نتحدث عن صناديق التعاضد مثلا، هل ذلك يعني اننا لا نريد ان نعطي الناس حقوقها؟ على العكس من ذلك، عندما نتحدث عن صناديق التعاضد والاصلاحات التي نريد القيام بها فهي تهدف الى جعل كل الموظفين في الدولة سواسية. كلنا يعلم جيدا انه في ما يتعلق بالتأمين مثلا، عندما يذهب شخص بمفرده يعطونه سعرا عاليا ولكن عندما تذهب مجموعة يخفض السعر. مشكلتنا في البلد ان كل ادارة تريد استعمال صندوق معين وتأمين مختلف. ما نقوله هو انه يجب ان نوحد الامر لنحصل على افضل سعر بكل شيء مقابل افضل خدمات للجميع. هذا جزء من الاصلاحات التي علينا القيام بها، ناهيك عن تلك المتعلقة بالتقاعد وكيف يجب ان ندفعه وعلى مدى كم سنة، وهذا ليس لخدمة الأوروبيين او غيرهم بل من اجل مصلحتنا نحن”.
وتابع: “أما في ما يتعلق بالدين، فصحيح اننا نستدين ولكن من اجل ان ندفع الرواتب نستدين على خمس وسبع وعشر سنوات بفوائد تتراوح بين 7 و8 و9 بالمئة. اما الان فإننا سنستدين على 30 عاما من دون ان ندفع اية مبالغ في السنوات الخمس او العشر الاولى، مع فائدة واحد بالمئة. ان المشاريع التي سنعرضها في مؤتمر سيدر كان يجب على الدولة ان تنفذها لو انها كانت تملك المبالغ المطلوبة. هناك مشاريع تتعلق بالكهرباء والمياه والطرقات والسدود والاتصالات وهي مشاريع اساسية للبلد. هذه المشاريع يجب علينا نحن كدولة ان ننفذها لان البنى التحتية لدينا لا تلبي حاجات المواطنين بالشكل المناسب، لذلك يجب علينا ان ننفذ هذه المشاريع لخلق الآلاف وعشرات ومئات الآلاف من فرص عمل للبنانيين اولا، وثانيا لبناء قاعدة ثابتة للاقتصاد، ثم نعمل على القوة الانتاجية لخلق فرص عمل بشكل مستمر، لا تتعلق فقط بالبنى التحتية”.
وعن ارتفاع حدة الخطاب السياسي على ابواب الانتخابات اوضح الحريري:” أنتم تعرفونني، مشكلتي انني دائما صادق مع الناس وأتكلم بما افكر به واعمل، وهناك اشخاص تحب ان تزايد او تتهجم علينا لكي تشد العصب”.
سئل: هل ستعاود التواصل مع حلفائك في 14 آذار بعد الانتخابات؟
أجاب: “أنا لم أترك حلفائي في 14 آذار”.
سئل: ألا تقول سامحك الله يا سعد الحريري على قانون الانتخاب هذا؟
أجاب: “أنا؟ هل غيري بريء منه؟ أحلى ما في هذا البلد القاء اللوم على سعد الحريري، ولا مشكلة لدي في ذلك. ما قمت به هو انني انجزت قانونا للانتخابات بعد ان عجزنا عن ذلك على مدى تسع سنوات. بغض النظر، فهذا القانون قد يكون صعبا، ولكن للمرة الاولى تضع الحكومة في لبنان قانونا للانتخابات يكون ضد مصلحة من يحكمون البلد، وانتم تعرفون جيدا اننا نحن كتيار المستقبل ندفع ثمنا لذلك، ولكن في الوقت نفسه نحن لم ننظر الى مصلحتنا الشخصية بل الى مصلحة البلد، ومصلحته هي في وجود قانون للانتخابات. القانون صعب اكيد. وهل هو منصف؟ برأيي كلا. ولكن حتى لو كان غير منصف يجب ان يكون هناك قانون للانتخابات، وان شاء الله المرة المقبلة نحسنه وندخل عليه الاصلاحات”.
سئل: هل هناك تطمينات حيال الوضع الاقتصادي ووضع الليرة، وهل فعلا ان الاولوية في فرص العمل ستكون للبنانيين وليس للنازحين السوريين؟
أجاب: “لقد سمعتم كلام حاكم مصرف لبنان في ما يتعلق بوضع الليرة اللبنانية والحمد لله ان الامور تتحسن، ومنذ اول السنة بشكل ايجابي جدا، وانا لست خائفا على هذا الموضوع. ما يهمني هو خلق فرص عمل للشباب والشابات اللبنانيين ليبقوا في البلد، وأسرع طريقة لتحقيق ذلك هو عقد مؤتمر كمؤتمر سيدر ندخل من خلاله الاموال الى البلد ونبدأ العمل في البنى التحتية التي تخلق جوا مؤاتيا لدخول اموال اخرى ايضا الى لبنان. وفي الموازنة أدرجنا العديد من الحوافز التي تساعد على هذا الامر خاصة للتجار وللعديد من القطاعات التي من شأنها ان تسهم بقيام حركة مالية في البلد”.
سئل: كيف هي علاقتك مع الدكتور سمير جعجع؟
أجاب: “علاقتي بالدكتور جعجع ممتازة، وقد اتصلت به امس معايدا”.
وبعد الظهر واصل البطريرك الراعي استقبال المهنئين بالأعياد من شخصيات وفعاليات رسمية وسياسية ودينية واجتماعية من بينهم القائم باعمال السفارة البابوية في لبنان المونسينيور ايفان سانتوس، وفد قيادة الجيش الذي ضم العميد الركن خليل يحيا نائب رئيس الأركان للعديد ورئيس فرع مخابرات جبل لبنان العميد كليمان سعد. اضافة الى وفود شعبية من مختلف الابرشيات.
وكان غبطته قد تلقى اتصالات مهنئة بالعيد ابرزها من الرئيس نبيه بري ومن النائبة بهية الحريري، شيخ العقل نعيم حسن، الرئيس تمام سلام، الرئيس فؤاد السنيورة.
PHOTOS: Patriarch Rai Easter reception_Bkerki_3.4.2018