البطريرك الراعي يزور الرئيس عون – بعبدا
نشاط البطريرك
زار غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم الثلاثاء 10 تموز 2018، فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القصر الجمهوري في بعبدا، وعرض معه لآخر التطورات المحلية ولا سيما على صعيد تأليف الحكومة، اضافة الى اجواء لقائه بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ولقاء الصلاة مع قداسة البابا فرانسيس وبطاركة الشرق في باري.
وتحدث البطريرك الراعي بعد اللقاء للصحافيين، وقال: “تشرفت بزيارة فخامة رئيس الجمهورية لعدة اهداف، لقد وضعته في اجواء الزيارة التي قمت بها الى نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، ثم في اجواء لقاء الصلاة في باري مع البابا والبطاركة، ولتوديعه قبل انتقالنا الى الديمان، ونأمل ان يتمكن الرئيس بدوره من زيارة الجبل يوما ما لينعم بالهدوء بعيدا عن هذه الاجواء. كما تناولنا الكثير من القضايا التي ينتظرها كل الشعب اللبناني، وخصوصا تأليف الحكومة كي تسلك الامور طريقها، لا سيما في ضوء المؤتمرات التي انعقدت في حزيران وآذار ونيسان، لا سيما مؤتمر “سيدر” الذي اقر مبلغ 11 مليار ونصف المليار دولار من المساعدات الميسرة او الهبات، لقاء اصلاحات في الهيكليات والقطاعات، بالاضافة الى تداعيات التأخير في تأليف الحكومة ومواضيع اخرى على صلة بها”.
اضاف غبطته: “كل هذه الامور في قلب فخامة الرئيس وعقله وهو مثال في التفاؤل والصمود، لا سيما وانه عسكري، فضلا عن انه لا يخاف من انهيار الوضع رغم الصعوبات التي نعاني منها”، لافتا الى ان “الموضوع الذي يعنينا بنوع خاص، هو الوحدة اللبنانية الداخلية. فكلنا يعلم ان لبنان مكون من مكونات متنوعة، وقيمته في كل هذه المنطقة تتمثل في التنوع الثقافي والديني والحزبي والفكري، ولكن قيمة التنوع تكمن في الوحدة. وما يهمنا ان يكون جميع اللبنانيين متفاهمين، متصالحين من اجل الوحدة اللبنانية ومن اجل لبنان وشعبه. وقد تناولنا الامر مع الرئيس عون، لا سيما وانه يعنينا من الالف الى الياء ونعمل من اجله. فنحن لا نحب الثنائيات ابدا، بل التنوع الكامل، كي نبني هذه الوحدة، لاننا عندما نقول بالتنوع نكون نتحدث عن قوى فكرية وقدرات وفسيفساء. تحدثنا بكل ذلك مع فخامة الرئيس، الا ان الحديث معه يعطي الامل والقوة”.
واشار غبطته في رده على سؤال حول رعاية بكركي للقاء يجمع بين الدكتور سمير جعجع ووزير الخارجية جبران باسيل بعد الخلاف القائم بين “التيار الوطني الحر” وحزب “القوات اللبنانية، الى انه “لا يوجد لقاء من هذا النوع الان، لكن هناك عملا يوميا مع كل الممثلين كي نصل الى هذه الوحدة الداخلية ولا شيء قريبا”.
وعما اذا تم التطرق الى موضوع الخلاف المسيحي، اجاب غبطته: “انا لا احب كلمة الخلاف السياسي. وكما تذكرون اجتمعنا بعد شهر من انتخابي بطريركا العام 2011 مع الاقطاب الاربعة، وغضب الاخرون لانه لم يشملهم اللقاء، وكنت اردد دائما امامهم اننا نجتمع معكم كي نصل من خلالكم الى جميع المسيحيين والمسلمين، واننا لا نفعل في بكركي شيئا سريا، بل نعمل من اجل لبنان. لذلك، لم نستعمل اي من المرات مع الاقطاب الاربعة كلمة خلاف او مصالحة، بل استخدمنا لبنان ووحدته. من هنا لا احب كلمة خلافات ومصالحات لان الموضوع ليس كذلك. فنحن نختلف في الرأي وهذا شيء طبيعي، فلبنان متعدد وفيه افكار واحزاب ورؤى متعددة. وفي ذلك الحين قلنا في بكركي، بانه يمكن للمرء الوصول اليها عن طريق حاريصا، او جونية، او سيرا على الاقدام من طريق عينطورة، بمعنى ان كل الطرق توصل الى الهدف، اي بامكاننا ان نكون مختلفين. فلدينا امران اساسيان: الاول، اننا ننطلق جميعا من المبادىء والثوابت ونختلف عليها، لكننا لا نختلف على النظرة، اي اننا ننطلق من هنا لنحدد الهدف، فما هو هذا الهدف؟ خدمة لبنان واللبنانيين، كل اللبنانيين، ويمكننا الاختلاف ليس في المسار، بل في ما اذا كنا لا نخدم الشعب اللبناني ولا نساعد لبنان ولا المواطن. وهذا ما لم نصل اليه”. واعتبر أن “التنوع في الافكار والتطلعات امر طبيعي، لكننا لا نقبل ان نصل الى خلافات او ان تؤثر بدورها على الشعب اللبناني ككل. من هنا اقول لا اقصاء لاحد ولا تفرد مع احد ولا احد فوق احد، بل كلنا من اجل لبنان”.
وعن امكانية حصول لقاء مع الوزير ملحم الرياشي والنائب ابراهيم كنعان، وطرح افكار معينة اوضح غبطته انه “سيكون هناك لقاء في اليومين المقبلين، وسنركز على بناء الوحدة الداخلية للجميع، فنحن لسنا مع الثنائيات”.
وعن الملف الحكومي، قال غبطته:”ان فخامة الرئيس يطمئن الى ان الحكومة ستتشكل، وهذا ما يتم العمل عليه، لكننا نتأمل من الكتل ان تنظر الى لبنان بعيدا عن مصالحها الشخصية، وهذا ليس كلام الرئيس، بل كلامي انا، لان عند التأخير يتشبث كل فريق بمطالبه. وبالنسبة الينا لبنان هو المطلب الاول وحياة لبنان واللبنانيين، وهنا نعود الى فكرة مبادىء وثوابت واهداف، اما اذا اردنا الوقوف في منتصف الطريق فسنختلف بالطبع”.
وختم البطريرك الراعي ردا على سؤال حول ما اذا حمل رسالة من قداسة البابا والرئيس الفرنسي الى فخامة الرئيس، قائلا:”سمعتم حديث قداسة البابا، ونحن اتينا الى الرئيس عون بالنص الكامل لخطابه الذي اتخذ فيه مواقف كبيرة ازاء قضايا الشرق الاوسط ككل، وكلما نلتقي بالبابا نلمس ان لبنان في طليعة اهتماماته، والفاتيكان يطالبنا دائما بالوحدة الداخلية.
كما انني ابلغت الرئيس عون ان الرئيس الفرنسي مهتم بانطلاق لبنان، وكما تعلمون فهو كان في اساس المؤتمرات الثلاثة وهو يحب لبنان لانه يمثل قيمة كبيرة. وقد كرر امامنا، وهذا ما نقلته لرئيس الجمهورية، بانه يتطلع الى عهده والى الحكومة لتحقيق الاصلاحات التي اوصى بها مؤتمر “سيدر”، كي تأخذ الامور والاموال الموعودين بها مسارها”.