البطريرك الراعي يضع حجر الاساس لبناء مطرانية ابرشية سيدة البشارة في افريقيا ويطالب الحكومة اللبنانية باعلان حالة طوارىء اقتصادية لانقاذ لبنان وشعبه


نشاط البطريرك

استهل غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الراعوية الى رعية سيدة الوردية في لاغوس – نيجيريا بتبريك كابيلا القديس شربل بمشاركة راعي الابرشية المطران سيمون فضول وحضور حشد من ابناء الرعية. ثم وقبيل مغادرته لاغوس قاطعا زيارته بسبب الاوضاع في لبنان، ترأس الذبيحة الالهية مباركا حجر الاساس لمشروع بناء مقر مطرانية ابرشية سيدة البشارة.

بعد تلاوة الانجيل المقدس القى غبطته عظة بعنوان: “سلّم عبيده وزنات؛ لواحد خمس، ولاثنان اثنتين ولآخر وزنة واحدة “(متى ١٤:٢٥) وجاء فيها:

1. الوزنات هي مواهب الله وعطاياه التي يوزّعها كما يشاء على عباده، ويطلب منهم استثمارها لتحفيز قدراتهم ومواهبهم، وتحقيق خيرهم الذاتي وعيشهم الكريم مع عائلاتهم، واشراك الآخرين بها، ليتمكنوا هم ايضًا بدورهم من تحفيز قدراتهم وتحقيق ذواتهم.

هذا ما انتم فاعلون على ارض نيجيريا العزيزة التي استقبلتكم، وفتحت امامكم ابواب العمل الواسعة. فحققتم مواهبكم، وأمّنتم عيشكم الكريم انتم وعائلاتكم في لبنان، ووفرّرتم فرص عمل لابناء لبنان، وللمواطنين النيجيريين.

فينطبق عليكم انجيل اليوم، اذ بغضكم أُعطي خمس وزنات وربحوا خمسًا اخريات، وبعضكم وزنتان وربحوا اثنتين أخريين.

٢. واوّد ان احيّي بنوع خاص سعادة السفير جيلبير الشاغوري وشقيقه السيد رونالد، اللذين أعطيا خمس وزنات فاثمرا اضعافها في العديد من المؤسسات والمشاريع وعلى الاخص في مشروع Eko Atlantic  الذي نحن على ارضه، لنباركه في هذه الذبيحة المقدسة، مع وضع وتبريك الحجر الاساس لكرسي المطرانية، لابرشية سيدة البشارة في افريقيا الغربية والوسطى. فأهنّئ سيادة اخي راعي الابرشية على هذا العقار. واني اشكرهما على المبادرة السخية تجاه كرسي الابرشية هنا في مدينة لاغوس. نسأل الله ان يكافئهما وجميع المعاونين والعاملين بفيض من نعمه وبركاته.

اما الشكر الاكبر والدائم فهو لله على المواهب والعاطايا التي يوزعها على كل واحد منكم.

٣. يسعدني ان اختتم زيارتي الراعوية في هذه الليلة بعد ان قمنا مع سيادة راعي الابرشية والوفد المرافق بزيارة رعايانا بسبعة دول: أكرا في غانا، وداكار في السنغال، وواغادوغو في بوركينا فاسو، وابيدجان في ساحل العاج، ولومي في توغو، وكوتونو في بنين، وايبدان ولاغوس في نيجيريا.

انا آسف لاقتطاع ثلاثة ايام من الزيارة المخصصة لنيجيريا بسبب وجوب العودة الى لبنان، هذه الليلة، بسبب الاوضاع المؤسفة الجارية في وطننا الحبيب.

5. لقد سررت جدًا برؤية جاليتنا اللبنانية عامة والمارونية خاصة في هذه البلدان السبعة، في ما هم عليهم. وكلهم وجدوا فرص عمل متفاوتة وفقًا لقدراتهم ومواهبهم. يعيشون بكرامة في بلدانهم المستضيفة ويسهمون في نموها الاقتصادي والتجاري والعمراني والتربوي، ويساعدون اهلهم في لبنان.

لكنهم اعربوا كلهم وانتم يضًا عن اسفهم لعدم امكانية تثمير وزنات قدراتهم ومواهبهم في لبنان وطنهم وخدمة لبنان ونمّو لبنان، وعبروا عن اسفهم لعدم اكثراث السلطات اللبنانية بهم وبما يمثلون من قيمة ثمينة، وبجعلهم يشعرون كانهم يتامى وطن. يقولون نحن هنا لا مرجعية لنا، انا سوف احمل للمسؤولين في لبنان هذا الاسف الذي يعيشه اهلنا في بلدان الانتشار عامة.

٦. فيما ارفع هذه الذبيحة المقدسة مع سيادة راعي الابرشية والسادة المطارنة والكهنة، ومعكم، من اجلكم ومن اجل عائلاتكم، ومن اجل تحقيق مشروع كرسي المطرانية، نرفعها معكم ايضًا من اجل لبنان.

نصلّي الى الله، بشفاعة امنا مريم العذراء، سيدة لبنان، ومار شربل، كي يمسّ ضمائر المسؤولين السياسيين عندنا ويلهمهم لايجاد الحلول اللازمة والناجحة والسريعة للازمة الاقتصادية والاجتماعية، التي اصبحت ازمة جوع، تتهدد حياة اللبنانيين لاول مرة، من بعد ازمة جوع ومجاعة سنة ١٩١٤ التي فرضت من الخارج، اما المؤسف هو ان ازمة الجوع اليوم مفروضة من الداخل. فحملت بهم الى النزول كبارً وشبانًا واطفالًا الى الشوارع للاعراب بالمظاهرات والاضرابات عن رفضهم لمثل هذه الممارسة السياسية . وبذلك اظهروا كلهم بتنوعهم انهم شعب واحد بكل اطيافه يطالب بالعيش الكريم. واظهروا ايضا عدم ثقتهم بهؤلاء المسؤولين الذين فشلوا فشلًا ذريعًا بممارستهم السياسة. ذلك انهم بددوا مال الخزينة نهبًا وهدرًا على حساب الشعب وحياة الدولة. مرة اخرى من هنا ندعو الى المظاهرات السلمية الحضارية، بعيدًا عن الاعتداء على الاشخاص والممتلكات الخاصة والعامة وعدم الاعتداء على القوى الامنية، والابتعاد عن الشعارات المسيئة.

 ندعوهم الى تصويب تحركاتهم وتوحيد مطالبهم المعيشية والاقتصادية والاجتماعية التّي هي حقوقهم الاساسية.

ونوجّه النداء معكم الى الحكومة كي تعلن حالة طوارئ اقتصادية، وتعقد جلساتها يوميا لايجاد الحلول وتنفيذها من اجل انقاذ المواطنين في معيشتهم، والدولة من الانهيار.

على هذا الاساس نرفع صلاة الابتهال، والتوسّل والتمجيد للآب والابن والروح القدس، الاله الواحد، آمين.

وفي مستهل القداس كانت كلمة لراعي الأبرشية المطران سيمون فضول توجه فيها الى البطريرك الراعي، وقال:

مرحباً بكم في أبرشيّتكم وبين أهلكم. أبناؤنا اللبنانيون، مسيحيين ومسلمين، يتطلعون إليكم بلهفة الأبناء إلى أبيهم وكلّهم أمل بأنّ مواقفكم الوطنيّة الواضحة والمبنيّة على المبادئ التي تأسس عليها لبنان، ستبقى ينبوع رجاء متجدّد بغدِ أفضل، وأنّ كلمتكم، كلمة الحقّ ستظلّ تعلو باسم المواطنين الذين لا صوت لهم. وجودكم معنا في هذا المكان بالذات، شهادة لمحبتكم الأبوية ولرعايتكم أولادكم الموارنة  ومسيحيي المشرق، لا بل اللبنانيين عموماً حيثما وُجدوا. بصورة خاصة هنا في نيجيريا، حيث لا أنفكُّ ألتقي بلبنانيين، في اللاغوس وإيبادن وأبوجا وبورت هاركورت وكانو وكادونا، يتكلمون بشغف وحنين عن اختبارات ولقاءات لهم مع شخصكم يوم كنتُم راعياً لأبرشية جبيل وكنتم ترسلون كهنة للرسالة، وتزورون نيجيريا للاطلاع على أحوالهم وأحوال ابناء الرعايا.

وقد أُتيحَت لكم الفرصة، خلال زيارتِكم الرعوية هذه، والتي بدأت يوم الخميس في 10 الجاري، أن تلتقوا عدداً كبيراً من أبنائنا في كلٍّ من غانا والسنغال وبوركينا فاسو و ساحل العاج والتوغو والبنين، وعاينتم بأمّ العين كم هم متعلّقون بإيمانهم ووطنهم وتقاليدهم، وبخاصة بالانفتاح على بعضهم بروح الأخوّة والمحبّة. ممّا يحفزّنا على العمل باجتهاد أكبر من أجل إيجاد مكان مرجعيّ يجمع الجميع ويعمل على تأمين خدمة الرسالة والرعائيات والتعليم بفكر استراتيجي فعّال.

لقد جاءت زيارتُكم تاريخيّة بالفعل بالنسبة لشعبنا. فهذه هي اول زيارة لكم بعد ارتقائكم السدّة البطريركية، وبعد إعلان قداسة البابا فرنسيس قيام أبرشية البشارة، تلبيةً لرغبتكم والمجمع المقدس، في شهر شباط من العام 2018. حضورُكم المميّز، وكلامُكم المباشَر والغني بالمعاني والرسائل في كلّ الاتجاهات دخل القلوب. زيارتُكم حرّكت الرعايا والجماعات، جمعت الناس من مختلف الأديان والمشارب والتيارات السياسية، وزادتنا زخماً واصراراً على متابعة المسيرة لِلَمّ شمل ابنائنا تحت مظلّة الأبرشيّة وخدمتهم بكلّ ما أوتينا من حب وفرح وشغف. كما أوجدَت ديناميّةً متجدّدة زيّنَها اندفاعُ الكثيرين للعمل معاً بقوّة وقيادة الروح القدس مُتّحدين بالرّب دائماً.

 باسم أبناء الأبرشية على امتداد دول افريقيا الغربية والوسطى، لا بل باسم اللبنانيين جميعاً، أقول لكم شكراً سيّدنا! برعايتِكم ستبقى كنيستُنا ملجأً للجميع، وبقيادتِكم الحكيمة والشجاعة ستبقى دائمة التجدّد لابسةً حلّةَ المحبّة وبهاءَ الرحمة في هذا الزمن الصعب، فتستُرَ بعباءتِها عورات الفقر والمعاناة وتلكؤ المسؤولين عن القيام بما عليهم بتجرد من اجل المصلحة العامة “.

وختم المطران فضول: “أرحّب بكم وبكل الحاضرين على أرض المركز الأبرشي الجديد، مركز مطرانية أبرشية سيدة البشارة التي تغطي كل بلدان أفريقيا الغربية والوسطى. فالمشروع الذي سيتمّ بناؤه على هذا العقار سيكون بخدمة أبنائنا على مساحة المنطقة كلها. وهو سيشتمل على قاعة كبرى، وكنيسة على اسم مار شربل، ومركز إقامة المطران ومعاونيه، ومكاتب للعمل المؤسساتي الاداري، ومركز الرسالة حيث تتمّ تنشئة مرسَلين وإعداد برامج لتغذية رسالاتنا في بلدان افريقيا على اختلافها.”

 

  

link for Photos Gallery / http://media.bkerki.org

PHOTO ALBUM: AFRICA Visit_Lagos_19.10.2019