نشاط البطريرك الراعي – بكركي


نشاط البطريرك

 

إستقبل غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الثلثاء 24 كانون الثاني 2023، في الصرح البطريركي في بكركي، وفدا من لقاء سيدة الجبل والمجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان، وكانت مناسبة لعرض الاوضاع الراهنة.  النائب السابق مصطفى علوش تحدث باسم المجلس وقال:”جئناكم سيدنا بداية للمعايدة بهذه الأعياد الكريمة، ولنتمنى لكم دوام الصحة والقوة لمتابعة ما تقومون به، عسى أن تحمل هذه السنة الجديدة الخلاص لبلدنا لبنان مما أوصله إليه حكامه. نضع بين أيديكم بيانات وأعمال مجموعتينا، لقاء سيدة الجبل والمجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان، لفترة العام المنصرم، واللتين تعرفونهما جيدا وتعرفون التوجه الذي تسيران عليه من أجل معالجة الأزمة التي يعاني منها لبنان”.

وتابع:” هذا الصرح معروف للقريب وللبعيد منذ تأسيسه، أنه حامي هذا الكيان وعيشه المشترك، وحامل لهموم مواطنيه إلى أية طائفة انتموا، وليس فقط للمسيحيين الموارنة. ولذلك، أتينا اليوم لنؤكد الثوابت التي نعتبرها خارطة طريق يمكن للبنانيين اتباعها للخروج من هذا النفق المظلم وبرعايتكم”.

اضاف:”ثوابتنا ،غبطة أبينا ، تتوافق مع ما تنادون به، وهي، وثيقة الوفاق الوطني التي أقرت في مدينة الطائف ، وتلازما دستورنا المعدل وفقها في العام 1989. قرارات الشرعية العربية، وأهمها قرارات قمة بيروت 2002 وبالتحديد قرار الأرض مقابل السلام. قرارات الشرعية الدولية، وتحديدا الـ1559، 1680، 1701 و2650″.

وقال:” نعتبر ان لبنان قادر على استعادة دوره التاريخي، والذي على أساسه طالبت الكنيسة في العام 1920 بتأسيسه، ألا وهو وطن يقوم على مبدأ الانتماء الوطني وليس الانتماء الديني، وطن الحرية والعدالة وليس وطن مأوى لأقليات خائفة، وطن الرسالة لمحيطه والعالم وليس وطن يخرب ويعادي محيطه والعالم”.

وتابع:”نحن نعتبر أن طرحنا هذا لا يتعارض مع ما يطرحه هذا الصرح، لا بل نحن واثقون أن لهذا الصرح اليوم أن يستعيد دوره الجامع ويدعو اللبنانيين إلى الإلتفاف حول هذه الثوابت والتأكيد على تطبيقها، لأن بذلك يمكن تأسيس مقاومة للمشروع الذي يلغي لبنان. 

إنه الدور الذي لطالما هذا الصرح لعبه عبر التاريخ، وبما أنكم تطالبون اليوم بعقد مؤتمر دولي لمساعدة لبنان على تخطي صعابه، فإن هذه الثوابت يمكن أن تكون، بتقديرنا، ورقة عمل للمؤتمرين لمناقشة تطبيقها من أجل استعادة القرار الوطني من مغتصبيه وحماية سيادة وحرية لبنان”.

ثم تحدث النائب السابق فارس سعيد الذي قال:”سيدنا الراعي الصالح، المؤتمن على رعيته وعلى هذا الوطن بجميع أبنائه ومكوناته، سلام الرب عليكم”.

وتابع: “لا نأتي إليكم اليوم لنذكركم، وإنما لنذكر أنفسنا وإخوتنا بأن هذا الصرح كان وسيبقى ملاذنا عند المحن، وخيمتنا الجامعة عند الإفتراق.كذلك جئنا إليكم لنُذكّر أنفسنا والجميع بأن سلسلة بطاركتنا العظام، وأنتم حلقة في هذه السلسلة التي لا تنقطع بإذن الله ومشيئته، قد علمونا أربعة:

1. ان لبنان هذا الذي اخترناه إنما هو وطن العيش المشترك، على اساس الوطنية السياسية لا الدينية، كما جاء على لسان البطريرك المؤسس الياس الحويك المثلث الرحمات.

2. ان الشهادة لإيماننا المسيحي تكون أحسن ما تكون في بيئة العيش المشترك، لا في بيئة صافية، فلا فضل أو امتياز لشهادة المسيحي في روما، ولا فضل أو امتياز لشهادة المسلم في مكة، كما جاء في ادبيات وتوصيات المجمع البطريركي الماروني عام 2006، وكنتم من أركانه.

3. ان كل الطوائف والجماعات اللبنانية هي للبنان هذا، وليس لبنان لواحدة منها، كما سمعنا منكم ومن سلفكم الكبير مار نصرالله بطرس صفير.

4. لبنان يكون بجميع طوائفه او لا يكون، ولجميع طوائفه أو لا يكون”.

واضاف: “إلى ذلك، علمتنا التجربة اللبنانية، لا سيما في العقود الثلاثة الأخيرة، إثنتين:

أننا، عند الأزمات العصيّات، ننهض معا وجميعا، أو نسقط فرادى متفرقين. أنه لا حل طائفيا لأزمة طائفية، وإنما هناك حلّ وطني للجميع”.

وقال:”هذه المبادئ والتعاليم التي استقيناها منكم ومن أسلافكم ومن التجربة اللبنانية، هي التي جمعتنا في لقاء سيدة الجبل منذ أكثر من عشرين عاما، بوصفه لقاء وطنيا ومسيحيا في آن معا : ونحن على قناعة بأن هذا الوطن جسم واحد، إذا تداعى عضو فيه تداعت له سائر الأعضاء.

سيدنا، نعيش في منطقة تنام على شيء وتصحو على شيء آخر، هذا فيما السياسيون على وجه الإجمال عاجزون عن الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية، وذلك لسببٍ شديد الوضوح، هو أن كل واحد من أقطاب السياسة ومرجعياتها مشغول بحساباته الخاصة، الأمر الذي يلهيه عن الاهتمام بالشأن العام والمصير المشترك”.

وتابع:”نحن، نرى معكم أن للبنان حقا على أصدقائه في المجتمعين العربي والدولي بان يتحركوا لإنقاذه، نظرا لما أغدقوا عليه سابقا من قرارات دولية وعربية خاصة بسيادته واستقلاله، ومن مساعدات مالية لإنعاش اقتصاده، فضلا عن عنايتهم بصيغته الفريدة، ولكن بين المبادرة الدولية والواقع اللبناني الراهن حلقة مفقودة هي مبادرتنا الداخلية (ساعدوا أنفسكم لنساعدكم).وأمام إنسداد الأفق السياسي العام في لبنان والذي يتعقد يوما بعد يوم، نرى أن هذه المبادرة المطلوبة من شأنها أن تأتي من مستوى المرجعيات السامية. بمعنى آخر، نتمنى عليكم أن تحملوا قضية لبنان إلى دوائر القرار العربية والدولية وتطالبون دعم الأصدقاء في كل أنحاء العالم من أجل مساعدتنا لتنفيذ الدستور والطائف 

وقرارات الشرعية العربية والدولية لاسيما 1559-1680-1701-2650. خارج ذلك ليس أمامنا سوى الجلوس على مقاعد الانتظار، فيما الوطن يهرب من بين الأصابع، والدولة تلفظُ آخرَ أنفاسها”.

وختم:” نقول أخيرا أنه ليست هناك أزمة مسيحية بذاتها ولا أزمة إسلامية بذاتها وأزمات القضاء والمصارف والمدارس والمستشفيات ، وغيرها لأزمة وطنية كبرى متمثلة بالاحتلال الإيراني للبنان بواسطة سلاح حزب الله، ولا حل لهذه الأزمة الوطنية إلا برفع هذا الإحتلال عن لبنان ولا رفع لهذا الإحتلال إلا من خلال الوحدة الداخلية وأنتم في مقدمة من صانها ويصونها. رعاكم الله ودمتم للبنان”.

 ثم استقبل غبطته عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الذي قال بعد اللقاء: “إن الزيارة لشكر غبطة أبينا البطريرك على مواساته لنا بفقدان شقيقتنا المرحومة شادية الخازن تويني وإيفاده المطرانين يوسف سويف وأنطوان عوكر للتعزية من قبله”. 

أضاف: “هنأت غبطته بسلامة العودة من بريطانيا وحاضرة الفاتيكان بعدما حمل إلى قداسة الحبر الأعظم نكبة اللبنانيين وهمّهم من تداعيات الإنهيار الإقتصادي والإنحدار السياسي والهاجس الصحي، فضلا عن قلق مسيحيي لبنان والشرق على مستقبلهم وحضورهم ورسالتهم”.

وتابع: “كانت مناسبة تداولنا فيها بموضوع الإستحقاق الرئاسي فاعتبر غبطته أنه بذل وما زال، أقصى المحاولات لدفع الأفرقاء إلى إنجاز هذا الإستحقاق باعتبار إنجاز إنتخاب رئيس للجمهورية هو الركن الأول للحفاظ على مسيرة مؤسسات الدولة وعودة الثقة بالبلد، بعدما حذر صاحب الغبطة مرارا ًوتكراراً من أن المماطلة والتأخير سوف يؤديان إلى شل الدولة وتعطيل مؤسساتها، وهو ما وصلنا إليه اليوم بشكل مأسوي ومعيب ومهين. كان الرأي متّفقا على أن لا سبيل إلى تفعيل مرافق الدولة وتنشيط الحركة الإقتصادية إلا بإعادة هيكلة مرافقها العامة، لا بل أن البلاد بأجمعها في خطر إذا ما استمرّ هذا الإستهتار بالإستحقاق الرئاسي الذي يؤمّن إعادة تحريك العجلة في الدولة، ويبعث الحياة في المؤسسات الدستورية التي تُمثل الحكومة عنواناً لحرمتها وهيبتها وحضورها الفاعل في المجتمع الدولي، بعدما أصبحنا في نظر هذا المجتمع عاطلين عن العمل، وخارجين عن الإلتزامات والإستحقاقات”. 

 كما استقبل غبطته وفدا من “جمعية أصدقاء القربان المقدس” برئاسة منى نعمة.

وبعد الظهر استقبل البطريرك الراعي اللواء عماد عثمان مدير عام قوى الأمن الداخلي الذي عرض لغبطته الاوضاع الامنية في البلاد وعمل قوى الامن الداخلي في ضبطتها ومكافحة الجريمة وتعقب المجرمين والمخالفين. من جهتة أثنى غبطته على جهود القوى الامنية التي تقوم بواجبها على الرغم من الظروف الصعبة والتحديات التي تواجهها. كما استقبل وزيرة المهجرين السابقة أليس شبطيني.