البطريرك الراعي في واشنطن
نشاط البطريرك
التقى غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في مقر اقامته في واشنطن قائد الجيش العماد جوزف عون الذي وضعه في اجواء زيارته واتصالاته التي يقوم بها في الولايات المتحدة الاميركية دعما للجيش اللبناني على كافة المستويات.
وكان غبطته قد وصل مساء امس الاثنين الى العاصمة الاميركية واشنطن في اطار زيارته الراعوية الى الولايات المتحدة الاميركية، حيث لبى دعوة القائمة بأعمال السفارة اللبنانية في واشنطن كارلا جزار التي اقامت حفل استقبال على شرفه في دار السفارة.
بعد كلمة ترحيبية للسفيرة جزار ردّ البطريرك الراعي بكلمة شكر قال فيها: “بعد ان زرنا جماعتنا اللبنانية والمارونية على تنوعها في عدد من الولايات المتحدة الاميركية، وصلنا الى العاصمة واشنطن للمشاركة في مؤتمر الدفاع عن حقوق المسيحيين في الشرق الاوسط الذي ينظمه رئيس الجمعية توفيق بعقليني.”
وتابع غبطته:” نحن لسنا في حرب مع احد لكي ندافع عن المسيحيين بل نحن نعني بكلمة الدفاع حماية الوجود المسيحي في الشرق الاوسط الى جانب الوجود المسلم من اجل مواصلة العيش معا وخلق ثقافة وحضارة مشتركة، كان للمسيحيين دورا اساسيا فيها عبر التاريخ ونحن نريد حماية هذا الدور. ان جمعية الدفاع عن حقوق المسيحيين لم تلد الا مع بداية الحروب في العراق وسوريا والمنطقة التي اصبح شعبها مهجرا وحياتها مهدمة والمسيحيون هم اول الذين هاجروا منها. لقد خسرنا اعدادا كبيرة منهم في العراق وسوريا ولبنان بسبب الاوضاع التي نعيشها اليوم وهكذا ولدت فكرة الجمعية للمحافظة على هذا الوجود الذي هو ضرورة ماسة لحياة الشرق الاوسط .”
واضاف غبطته: “لقد عشنا في الشرق الاوسط مسيحيون ومسلمون على مدى ١٣٠٠سنة باعتدال، والخطر اليوم ان يضيع الاعتدال الاسلامي بسبب فورة التنظيمات الارهابية التي تهدم وتقتل باسم الاسلام ولا نعرف ما اذا كانوا مسلمين وما يهمنا هو عودة المسيحيين والمسلمين الى الشرق الاوسط ولسنا على استعداد على الاطلاق لان نترك ارض الشرق الاوسط للحركات الارهابية وللعصبيات وهذا الشيء نرفضه ونطالب بعودة الجميع مسلمين ومسيحيين الى اوطانهم فلبنان يشكل علامة رجاء للمسيحيين في الشرق الاوسط لانه استطاع ان يبني حياة مشتركة في وطن تميز عن البلدان الاخرى وشكل علامة رجاء لها جميعها وهذا اللبنان يمر اليوم بخطر ان يخسر شيئا فشيئا من هويّته.”
وتابع غبطته: “لبنان استقبل بكل بمحبة ومسؤولية المنكوبين الفلسطينيين سنة ١٩٤٨ والمنكوبين من سوريا واصبح معروفا اليوم ان هؤلاء النازحين اصبحوا يشكلون اكثر من نصف سكانه وهذا عبء وخطر كبير على لبنان ونحن من هنا، نخاطب الولايات المتحدة الاميركية اولا والاسرة الدولية ثانيا لنقول انه من غير المقبول ان نتفرج على وطننا يخضع لاشخاص استقبلهم ولا يرفضهم ولكن لا يمكن ان يكون ذلك على حسابه. لذلك يجب اعادتهم جميعا الى ارضهم لان هذا حقهم بحكم المواطنة وتاريخهم وثقافتهم والا نكون قد دمرناهم مرتين مرة عند تهجيرهم من ارضهم ومرة بقتل ثقافتهم. نأسف اليوم لأنه عند مطالبتنا بعودتهم الى ارضهم يفهموننا خطأ ويتهموننا بالعنصرية وبأننا نحرض عليهم وللاسف فان البعض منهم لا يعرف اننا عندما نطالب بعودتهم الى بلادهم نكون ندافع عنهم لان الانسان من دون وطن هو انسان يتيم.
وختم غبطته:” نحن اليوم في اميركا بلد حقوق الانسان والديقراطية التي تعطي معنى وقيمة لكل شخص بشري، نتطلع اليها لان تكون الاولى بين مجموعة الدول التي تعيد لهذه الشعوب حقوقها وكرامتها كمواطنين اصيلين في ارضهم فصنع السلام اهم بكثير من الحرب والبناء اهم بكثير من الهدم” .