جولة البطريرك الراعي التفقدية على المراكز الدينية والمستشفيات في بيروت بعد انفجار المرفأ


أخبار نشاط البطريرك

تفقد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يرافقه السفير البابوي جوزيف سبيتيري والمطران أنطوان عوكر مطرانية بيروت المارونية بعد ظهر اليوم الاربعاء 4 آب 2020، وكان في استقباله راعي الأبرشية المطران بولس عبد الساتر وعدد من الكهنة، وذلك في اطار جولته على عدد من المراكز الدينية والإستشفائية التي تضررت جراء انفجار العنبر 12 في مرفأ بيروت بعد ظهر امس الثلاثاء، والذي ادى الى وقوع نحو مئة وخمسة وثلاثون شهيدا والمئات من الجرحى والآلاف من المنكوبين من المناطق المحيطة بمكان الإنفجار.

واطلع غبطته من المطران عبد الساتر على وضع ابناء الابرشية الذين تأثروا بشكل مباشر من جراء الانفجار، فسقط من بينهم ضحايا وجرحى ودمرت منازلهم. كما عرض عبد الساتر للأضرار الكبيرة التي اصابت المطرانية، منوها “بدور الشبيبة والكشافة الذين أتوا منذ الصباح وقدموا ولا يزالون المساعدات الميدانية للأهالي في المنطقة.”

ووجه البطريرك الراعي من دار المطرانية تحية تقدير وشكر الى “الشبيبة اللبنانية لمبادرتها القيمة في مساعدة أهالي المنطقة في الاشرفية”، مثمنا “عاطفتهم التعاضدية”. وذكر بالنداء الذي وجهه صباحا للأسرة الدولية والدول الصديقة لمساعدة لبنان في محنته هذه.”

وقال البطريرك الراعي:” نحن هنا اليوم مع السفير البابوي الذي يمثل قداسة البابا فرنسيس لنعبر عن تضامننا مع شعبنا وقد اعلنا اليوم ككنيسة مارونية ان الأديار والمراكز والمدارس على استعداد لإستقبال ابنائنا الذين تضرروا بفغل الإنفجار وتقديم المساعدة لهم في هذه الظروف الصعبة. ونعلن ايضا تضامننا مع ابرشيتنا في بيروت لما لحق بها وبمؤسساتها من اضرار. كما نقدم مؤاساتنا لأهالي الضحايا ونذكرهم بصلاتنا. ونلتمس من ربنا خلاص لبنان الذي لم يعد يحتمل المزيد من المآسي. ونتمنى للجرحى الشفاء ونقول لهم لا تخافوا الكنيسة معكم والى جانبكم ونحن نقوم بهذا العمل يدا بيد ونتمنى للجميع العيش بالرجاء. ونقول انه لا خوف على بيروت من القيام من جديد بحلة جديدة بقوة الرب ونعمته وارادته الطيبة.

ومن هنا اتوجه مع السفير البابوي بكلمة شكر الى الدول التي اعلنت عن استعدادها وبدأت بارسال المساعدات لأن لبنان عاجز اليوم عن القيام.

ولفت السفير البابوي بدوره الى ان قداسة البابا قد وجه نداء لأجل لبنان ونشطت الجمعيات كافة في الفاتيكان بهدف تأمين المساعدات للبنان. ونتمنى بنعمة الرب ان تتأمن هذه المساعدات بشكل سريع وبمساعدة كاريتاس وباقي المؤسسات الى الكنيسة في لبنان. ويبقى التضامن بين ابناء الرعايا هو الأفضل على الإطلاق.

بعدها توجه غبطته والوفد المرافق الى مطرانية الروم الأورثوذكس في بيروت والتقى المطران الياس عودة وعدد من الكهنة وهنأهم بسلامة النجاة. وبعد جولة في مبنى المطرانية وتفقد الأضرار، أشار المطران الياس عودة الى ان “العناية الإلهية هي التي أنقذتنا في المطرانية”، وعرض لحجم الدمار الذي اصابها جراء الانفجار، وقال:”ان ما حدث هو كارثة وهو ابشع صورة. وأنا كرجل إيمان اعتبر ان هذه التجربة سمح بها الرب لزيادة ايماننا ولنتعلم الصبر ليظهر الرب عجائبه، ولا يمكن مواجهة هذه الأمور الا بالرب يسوع”.

واعتبر عودة انه “بعد هذه التجارب عادت العائلة لتجتمع مع بعضها من جديد وهذا تدخل الهي . لا نريد ان يحدثونا بشفاههم عن الرب وانما بافعالهم، مهمتنا اليوم هي قدرتنا على انتشال شعبنا من هذه المحنة، ولا يمكننا القيام بذلك الا من خلال المحبة التي نبشر بها”.

من جهته اعتبر البطريرك الراعي ان “الواجب الكنسي تلتزم به الكنيسة وهي تضع في خدمة المؤمنين اديارها ومؤسساتها لمساعدتهم وفق امكانياتها لتجاوز المحنة التي يمرون بها”، وأكد “وقوف الكنيسة عاطفيا وروحيا وماديا مع الشعب اللبناني لتأمين احتياجاته”.

ولفت غبطته الى ان هذه الزيارة برفقة السفير البابوي والمطران عوكر تعبر عن تضامن الكنيسة مع المطران عودة واستعدادها لأية خدمة للعائلات المنكوبة وقد اعلنت اديارنا اليوم فتح ابوابها وابواب مدارسها لإستقبال المؤمنين.”

وتابع غبطته:” اود شكر اخي المطران عودة لأنه لم يحدثنا عن هذا الخراب المادي وانما حدثنا روحيا مؤكدا انه ان لم نتعلم في هذه الحياة الرجاء والإيمان فهذا يعني خسارتنا بشكل حقيقي. وشهادة حق اريد ان اعبر عنها واقول انه لحظة دخولنا الى المطرانية وتحديدا مكتب المطران عودة وشاهدنا فظاعة الخراب قلنا له ان الرب يحبه كثيرا لأنه لو بقيت في مكتبك لما كنت بيننا الآن.وهذه علامة ناطقة عن محبة الله وعنايته.”

وختم الراعي:” الماديات يتم تعويضها والحجر ايضا وانما الضحايا البشرية لا تعوض. كما نصلي على نية شفاء الجرحى ونسأل الله الرحمة والحنان.”

بعدها توجه البطريرك الراعي الى المستشفى اللبناني الجعيتاوي الجامعي، واطلع من القيمين عليه على الأضرار التي لحقت به.”

واشاد غبطته في جولته على اقسام المستشفى المتضررة “باندفاع وتفاني الطاقم الطبي في تأديته لمهمته الإنسانية البارحة في ظرف قاس للغاية حيث تمكن من اسعاف نحو 150 جريحا”.

واكد “باسم المطارنة الموارنة تضامن الكنيسة ووقوفها الى جانب اللبنانيين على كافة المستويات ومن مستشفى الجعيتاوي اعلن ان التضامن الدولي مع لبنان في نكبته امر مؤثر”. واعتبر ان “الدولة ستساعد بحسب امكاناتها الا ان الكلفة ستكون اكثر بكثير من 5 مليارات”، مشددا على “أهمية وضرورة تقديم المساعدة للبنان لاننا كلنا في مركب واحد وان غرق فسنغرق جميعا”.

ودعا غبطته “السياسيين الى الخروج من حساباتهم الضيقة لان الوطن لم يعد يحتمل”، ورأى انه “على القضاء ان يقوم بعمله بعيدا عن اي تسييس”.

من جهته، أشار السفير البابوي الى ان “مرافقته للبطريرك الراعي في جولته التفقدية هذه هي للتأكيد على تضامن قداسة البابا فرنسيس مع أهالي بيروت واللبنانيين. وقال:” نحن وجهنا نداء اعلنا فيه تضامن الكنيسة الكاثوليكية مع باقي الكنائس واستعدادها لتقديم المساعدات للمستشفيات ولكافة القطاعات.”

هذا ووجه السفير سبيتاري باسم البابا فرنسيس كلمة نقل فيها تضامن البابا الذي وجه هذا الصباح نداء من أجل لبنان، وقال: “إن كل الرهبنات والجمعيات في الفاتيكان تداعت من أجل النظر في كيفية مساعدة لبنان خصوصا المصابين والنازحين من منازلهم، وبنعمة الرب سنرى كيف سنقدم المساعدات في اقرب وقت ممكن من خلال جمعية كاريتاس والكنيسة الكاثوليكية في لبنان”.

واعلن عن تضامن الكنيسة جمعاء مع لبنان وقال: “تلقيت اتصالا من مطران ريو دوجنيرو، ومن مطارنة من أوروبا ومن مالطا، جميعهم يرغبون بالتعبير عن تضامنهم وبتقديم المساعدات اللازمة للبنان”.


واضاف: “نحن ندرس كل أنواع المساعدات وتعمل كاريتاس الدولية من أجل جمع الأموال من كل البلدان وبعدها سنرى كيفية إيصال هذه المساعدات من خلال الكنيسة المحلية”.

بعدها تفقد البطريرك الراعي بطريركية الأرمن الكاثوليك والتقى البطريرك غريغور بيدروس بحضور السفير البابوي والمطران عوكر وعدد من الكهنة وهنأهم بسلامتهم سائلا الله ان يرأف بالشعب اللبناني ويعضده رجاء وايمانا قويين.

اما ختام الجولة التفقدية فكانت في كنيسة مار مارون البوشرية حيث هنأ غبطته الأبوين مروان معوض ومعاونه الأب ربيع تحومي اللذين نجيا باعجوبة في الكنيسة حيث كانا يحتفلان بالذبيحة الإلهية فتساقط عليهما زجاج الكنيسة جراء الانفجار. واستمع من كهنة الرعايا في عدد من البلدات المجاورة الى نشاط رعاياهم التعاضدي مع اخوتهم المؤمنين في هذه الظروف الصعبة.

بدوره اثنى السفير سبيتيري على التعاون القائم بين رعايا بلدات المتن الوسطى والساحلية معتبرا ان هذا هو النموذج اللبناني الحقيقي وداعيا الى بذل الجهود لتقديم كل المساعدة وخصوصا للعائلات التي تضررت منازلها بشكل كبير.

 

PHOTO GALLERY: media.bkerki.org

PHOTO ALBUM: Beirut Visit_5.8.2020