البطريرك الراعي: “ما نعيشه اليوم يقتضي منّا ان نكون لبنانيين أكثر”
أخبار نشاط البطريرك
ترأس غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي احتفال المئوية الثانية لجمعية الكتاب المقدس، وذكرى مرور سبعين سنة على تسجيلها في لبنان، وذلك في الصرح البطريركي في الديمان بحضور غبطة البطريرك غريغوار العشرون كاثوليكوس بيت كيليكيا للارمن الكاثوليك والسفير البابوي في لبنان المطران جوزف سبيتاري وممثلين عن كافة الكنائس اضافة الى رئيس الجمعية أمين الخوري وامينها العام الدكتور مايك باسوس وعدد من أصدقاء الجمعية.
وفي كلمة له في ختام الاحتفال قال غبطته: “يسعدني ان اقدم التهاني والشكر لجمعية الكتاب المقدس. تهاني على مرور مئتي سنة على خدمتهم للكلمة في الشرق وسبعين سنة على العلم والخبر في لبنان. الشكر على كل انتاجهم وعلى كل كلمة زرعوها في القلوب والأرض الطيبة. ونحن نعرف انها خلقت ثقافة وحضارة جديدة.
نعم في حياتنا المسيحية لا مكان للصدفة. ذلك ان كلمة الله هي التي تعطي قراءة لكل الصدف والأحداث في حياتنا وعلى ضوء كلمة الله التي تجمعنا اليوم اود قراءة هذه العلامة وهي وجودنا الان في الديمان. اولا يشرف الكرسي البطريركي لقاؤنا اليوم للإحتفال بكلمة الله من خلال جمعية الكتاب المقدس. ولكن في هذا المكان على كتف الوادي المقدس الذي عاش فيه اباؤنا هنا تأصلوا وسموا الى الأعالي وعاشوا من خلال كلمة الله حريتهم وكرامتهم وعلى رأسهم البطاركة الذين عاشوا معهم 400 سنة في زمن العثمانيين. وهذا يعني اننا مدعوين ان تكون كلمة الله بالنسبة لنا القوة والسلاح في المقاومة الحقيقية وهي المقاومة الروحية والأخلاقية والإنسانية التي رافقت حياة المسيحيين في هذا الشرق كما ذكر البابا بنديكتوس في الإرشاد الرسولي “الكنيسة في الشرق الاوسط.”
في الكتاب المقدس ذكر لبنان كثيرا لكي يدل على شموخ عظمة الله ومجده. وعندما تغنى كاتب الكتاب المقدس بالحكمة الإلهية كتب “مجد لبنان اعطي له وكان امامه هذا الأرز الشامخ الذي يعلمنا في ضوء كلمة الله انه لا يقوى ولا ينمو الا بمقدار كمية الثلج التي تتراكم عليه والتي تجعله ينحني كذلك العواصف والرياح التي تضربه.
ندائي للشبيبة وللشعب اللبناني الا يخافوا مما نعيشه اليوم فهذه المرحلة تقتضي منا ان نكون مسيحيين ولبنانيين بكل ما للكلمة من معنى. ما من كبر للإنسان ان لم يختبر مصاعب الحياة التي نختبرها منذ سنة 1975 ولغاية اليوم. شبابنا يتأثرون ويهاجرون، اذكرّهم من هنا ان الأرزة التي ترافقهم في العلم اللبناني الذي يحملونه اينما كان لم تبقى الا نتيجة العواصف والرياح التي ضربتها والثلج الذي جعلها تنحني لتنهض وتكون اكثر شموخا. كلمة الله هي قوتنا وهي كالأرز تقوي الإنسان. انها القوة التي نستمد منها مسيرة حياتنا.
من هنا نرى بلدة القديس شربل بقاعكفرا هو الذي كان يقول للبقرة اذهبي يا مباركة لأنني اريد ان آكل ايضا اي انه كان يريد ان يغتذي من الإنجيل الذي يحمله ليغتني منه. الكلمة رافقت اعظم القديسين على وجه الأرض القديس شربل. ومن بشري ايضا كان جبران ينظر الى الطبيعة الجميلة هنا ويتغنى بها. حكمة الله موجودة في الكتاب المقدس الذي نحتفل اليوم بعيد جمعيته، هو القوة التي تجمعنا بالله.
الى كل اللبنانيين اقول ان كلمة الله واحدة وهي تدعو الى السلام والتفاهم والخير والعيش معا بسلام. واقول للمسيحيين والسياسيين بنوع خاص انه لا يمكنهم ان يعيشوا واضعين كلمة الله جانبا. لا يمكنهم ممارسة السياسة وهم يجهلون الكتاب المقدس والإنجيل. من يجهل الكتاب المقدس يجهل الله والمسيح. ماذا سيعطيني السياسي ان كان يجهل كلمة الله النور والهداية. ما نعيشه اليوم هو جهل الكتاب المقدس ووضعه جانبا. لا يمكن للمسيحيين ان يستمروا هكذا في لبنان وان يضعوا الكتاب المقدس جانبا ويتجاهلوا كلمة الله فكما رأينا وصلنا الى الإنهيار الكامل. هذا الإحتفال هو نداء الى كل المسؤولين ليمارسوا مسؤوليتهم وفق كلمة الله ويحكموا الشعب بالعدل والسلام وليس الظلم الذي نعيشه اليوم.
نصلّي اليوم ليعود اللبنانيون الى كلام الله. كلمتك مصباح لخطاي ونور لسبيلي. صلاتنا ان تصل كلمة الله للجميع. وكل الشكر لمن يقوم بمبادرات لتعليم ابنائنا. قوتنا الوحيدة وسلاحنا الوحيد هو كلمة الله والإنجيل. لا تخافوا ايها الشباب اللبناني فيسوع هو سيد التاريخ وهو يهدّئ العواصف والرياح. فاصمدوا بالإيمان والرجاء والإنجيل.
PHOTO GALLERY: media.bkerki.org