وصول جثمان البطريرك صفير الى بكركي وتقبل التعازي


نشاط البطريرك

 

انطلق الموكب الذي يضم جثمان المثلث الرحمة البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير عند الثامنة من قبل ظهر اليوم الأربعاء 17 ايار 2019، من مستشفى اوتيل ديو، وهو كان سجي في كنيسة سيدة الحنان في المستشفى التي غصت بالمودعين من شخصيات سياسية وطبية ومواطنين.، محاطا براعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر، والنائب البطريركي العام المطران رفيق الورشة ولفيف من الكهنة، الوزير ريشار قيومجيان والنواب: فريد الخازن، شوقي الدكاش، زياد حواط، وهبي قاطيشا، عماد واكيم وبيار ابو عاصي، والدكتور فارس سعيد، ايلي محفوض، الدكتور الياس صفير عائلة الراحل والطاقم الطبي في المستشفى الذين القوا النظرة الأخيرة عليه رافعين الصلوات.

ورفع المطران بولس مطر، صلاة وضع البخور في كابيلا سيدة الحنان لراحة نفس البطريرك صفير، شارك فيها  المطران يوحنا رفيق الورشا والرهبان والراهبات.

وألقى المطران مطر كلمة جاء فيها: “في وداع سيدنا وبطريركنا الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، نصلي ليجازيه الله مجازاة الرعاة الصالحين والرؤساء الكبار المحبين لربهم ولوطنهم في أخداره السماوية إلى الأبد، وليعطي كنيستنا المناعة والقوة ومحبة المسيح على الدوام لتكون شاهدة للحقيقة والمحبة والسلام في لبنان والمنطقة والعالم أجمع”. 

وفي باحة المستشفى، اجتمع الطاقم الطبي حيث يرفع الصلوات والترانيم. بالإضافة إلى ذلك احتشد المواطنون عند مدخل المستشفى بكثافة، فيما وقفت ثلة من قوى الأمن الداخلي عند المدخل لتقديم التحية للغبطته، على أن ينتقل الموكب عند الثامنة إلى بكركي. 

اشارة الى ان الجثمان احتضنه نعش من خشب الزيتون صممه النحات رودي رحمة. ومع انطلاقة الموكب كانت ثلة من قوى الأمن الداخلي قدمت التحية لجثمان البطريرك صفير، وعزفت لحن التعظيم بعد ذلك شق الموكب طريقه وسط التصفيق ونثر الورود واصطف المواطنون على جانبي الطرقات بدءا من امام المستشفى مرورا بالبلدات الساحلية على الأوتوستراد وصولا الى الصرح البطريركي في بكركي رافعين الاعلام اللبنانية والبطريركية ومنشدين الترانيم الدينية.

وكانت كل التدابير قد أنجزت في الصرح في بكركي لاستقبال جثمان البطريرك الراحل الذي سيسجى في كنيسة سيدة الانتقال داخل الصرح ليتسنى للمؤمنين إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه. 

وعلى الطريق المؤدية الى الصرح رفعت صور عملاقة للراحل كتب عليها “هوذا أعلى الأرز في لبنان”. كما رفعت لافتات وصور على جانبي الطريق كتب عليها “مجد لبنان اعطي له 1920-2019”.

ورفع قوس نصر عند المدخل الرئيسي للصرح حيث استقبل البطريرك الراعي الجثمان قرب تمثال مار مارون، وكتب على قوس النصر “ايقونة الكرسي البطريركي”.

ثم ترأس غبطته صلاة وضع البخور في الكنيسة الداخلية للصرح البطريركي بعد ان سجي جثمان البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، في حضور وزراء ونواب “القوات اللبنانية”، النائب فريد هيكل الخازن، وفد من الرابطة المارونية برئاسة رئيسها نعمة الله ابي نصر، وفد من المؤسسة المارونية للانتشار برئاسة رئيسها شارل الحاج وعائلة الفقيد. 

بعدها توجه غبطته الى صالون الصرح لاستقبال المعزين فاستقبل النائب نديم الجميل الذي زار الصرح على رأس وفد كتائبي وقال:”خسارتنا كبيرة وهو بطريرك القضية اللبنانية وقد دافعنا عنها وهي تحمل القيم والمبادىء الوطنية بامتياز وما يقوم به الشعب اللبناني نابع من محبته للبطريرك والقيم التي يحملها وسنستمر على نفس النهج وهو بطريرك المقاومة اللبنانية”.

كذلك زار الصرح معزيا النائب سيمون ابي رميا الذي رأى في البطريرك الراحل “شخصية استثنائية ترأست الكنيسة المارونية، ورجلا استثنائيا اتى في حقبة استثنائية وكتب تاريخ لبنان المعاصر”.

وقال: “هو من البطاركة الكبار كان صديقا شخصيا لي ولعائلتي الجبيلية كونه كان مطرانا لفترة على ابرشيتها. موته خسارة كبيرة للبنان وللطائفة المارونية، الا اننا كلنا عل امل كبير بالبطريرك الراعي ان يكمل هذه المسيرة الوطنية التاريخية”.

وزار معزيا النائبان شامل روكز وروجيه عازار، الوزيران السابقان غطاس خوري وبطرس حرب، النائب السابق فؤاد السعد، والنائب السابق سامر سعادة الذي قال: “برحيل الكاردينال صفير هوى غصن من ارزة الحرية والكرامة الانسانية في لبنان، هذا الانسان الذي كرس حياته من اجل مجد لبنان وكرامة كل انسان في هذا الوطن”.

كذلك زار معزيا مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان على رأس وفد من المديرية، مدير المخابرات في الجيش العميد الركن طوني منصور يرافقه رئيس فرع مخابرات جبل لبنان العميد الركن كليمان سعد، رئيس الجامعة اللبنانية الاميركية الدكتور جوزف جبرا على رأس وفد من الجامعة الذي قال: “مع غياب البطريرك صفير تغيب ارزة من ارزات لبنان الشامخة. صحيح نحن متأثرون برحيله ولكن من لديه بطريركا كالبطريرك الراعي لا يموت بطريركه فالراحل رسم التاريخ كما اسلافه العظام رحمه الله وبارك البطريرك الراعي حامل الامانة”. كما زار الصرح معزيا فاعليات ووفود شعبية من مختلف المناطق.

تواصل توافد المعزين بالبطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير. واستقبل البطريرك الراعي، بعد الظهر وفدا من “تيار المستقبل” برئاسة الامين العام احمد الحريري الذي قال: “نأتي اليوم الى بكركي لتعزية الكنيسة المارونية وغبطة البطريرك بشارة بطرس الراعي وكل اللبنانيين، برجل كبير نذر نفسه للعيش المشترك ووحدة لبنان.

نأتي للتعزية برجل كبير كان بالنسبة الينا في “تيار المستقبل”، وسيبقى بطريرك الرسالة الذي جسد رسالة لبنان وميثاقه واعتداله، وكان ضميره الذي سيبقى حيا في ضمير كل لبناني حر.

نأتي للتعزية برجل كبير وقف مع حرية لبنان واستقلاله قبل استشهاد الرئيس رفيق الحريري وبعده، وكان رمزا لانتفاضة “الاستقلال الثاني” وللمصالحة الوطنية ولكرامة كل لبناني يريد العيش بكرامة في بلد حر، وسيد ومستقل”.

وأضاف: “امثال البطريرك صفير لا يرحلون، لن ننساه في “تيار المستقبل” وسنكون اوفياء له ولارثه الكبير ولمسيرته الحافلة بالقيم الانسانية والوطنية بصلابة الكلمة، بثبات الموقف، وبقول كلمة الحق. 

نأتي اليوم لنقول للبطريك صفير: نم قرير العين نحن رفاقك ورفاق الرئيس الشهيد رفيق الحريري سنبقى على العهد، مسلمين ومسيحيين، موحدين دفاعا عن لبنان العظيم”.

وشدد على أن “لبنان من دون مسيحييه لا يساوي شيئا، وكذلك لا يساوي شيئا من دون مسلميه، فهذه الخلطة من التعايش التي نعيشها اليوم هي الوحيدة الحية في هذا الشرق، في ظل ما نراه من تصاعد للعصبيات”.

ولفت إلى أن “الصعاب التي يعاني منها البلد ستمر من دون أن يتأثر بما يحصل حوله، لأننا قطعنا مراحل صعبة جدا منذ العام 2005 إلى اليوم، وتمكنا بالحوار والتوافق واليد الممدودة والنفس الذي يمشي به الرئيس سعد الحريري ان نقطع الكثير من الأخطار التي كان يمكن ان يقع فيها البلد”.

وختم : “رحم الله البطريرك صفير، وان شاء الله ينظر الينا من فوق، هو وكل الشهداء، ويدعون لنا، ويصلون لنا كي نحمي البلد”.

كما استقبل غبطته وفدا من مجلس رؤساء الكنائس في الاردن برئاسة القس فائق حداد ومشاركة وزير الاشغال الاردني سامي هلسة وامين العام للمجلس الاب ابراهيم دبور الذي قال :” ان عشنا فللرب نعيش وان متنا فللرب نموت، فانعشنا وان متنا فللرب نحن”.

وتوجه الى البطريرك الراعي: “ببالغ الحزن وبقلوب تؤمن يقينا بترتيب الرب لحياتنا وملء الثقة بعرش النعمة الذي ينظر ويرى ويعاين الكنيسة المجاهدة على ارضنا، وبكامل الثقة برب المجد يسوع المسيح، مخلصنا للقيام من بين الاموات، تلقى اهلكم في الاردن نبأ انتقال مثلث الرحمة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الى السماء، حاملين معنا، ايها الاحباء، اصدق التحيات واعمق المواساة وموفور التعزيات من اخوانكم في الاردن، قيادة وشعبا وكنيسة”.

وأضاف: “عزيز في عيني الرب موت اتقيائه وعزيز جدا بعيوننا انتقال هذه القامة الوطنية والعروبية والكنيسة الكبيرة الى السماء. ففي الحقيقة، كان هذا رجلا بارا وانتقاله هذا خسارة كبيرة للكنيسة المشرقية ولحضورنا العروبي عموما، وشرقنا الغالي يمر بأوقات عصيبة جدا بتاريخه العام وبالحضور المسيحي المشرقي خصوصا”.

وتابع: “لا شك ان غيابه عن المشهد قد احدث فراغا ليس من السهل اشغاله، لكن ثقتنا بالرب يسوع وسط حزننا واملنا على فراقه، نستذكر وعده الامين للكنيسة بأن يكون معها طوال الدهر، ووعده ايضا بأن ابواب الجحيم لن تقوى عليها تجعلنا نودع مثلث الرحمة الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير بين يدي الله القديرة، واثقين ملء الثقة بأن الرب سيملأ بنعمته ورحمته وعطفه على الكنيسة في هذا المشرق الغالي.

وقال: “لك، يا غبطة الكاردينال مار بشارة الراعي، منا كل محبة وملء التحية ووافر الاحترام وكثير الثقة بانك خير خلف لخير سلف، ضارعين الى رب الكنيسة وفاديها ان يرشد خطاكم ويقوي اداءكم ويسند حضوركم لما فيه الخير و القوة لمشهدنا المسيحي والوطني والحضاري المشرقي

“.

وأضاف: “المشهد المسيحي العربي العام ينظر بعين القلق الى مستقبل حضوره في هذا المشرق، وفي الوقت نفسه، ينظر بعين الثقة والحب الى قيادته الكنيسة المشرقية، لتكون السند الداعم والمقوي الفاعل والمرشد الامين والقائد المقدام لشهادئنا المسيحية المشرقية التي تمتد لقرون طويلة خلت. الرب اعطى والرب اخذ، فليكن اسم الرب مباركا.

وختم: “رحم الله الكاردينار صفير الراحل عنا، ونستودعه أحضان القديسين امام عرش النعمة طالبين له الرحمة ولنا ولللمحبين والاهل والكنيسة وللشرق الذي احبه تعزيات الروح القدس.

عن مجلس كنائسي الاردن، ملء التحية والحب والتعزية لاهلنا في لبنان الشقيق”.

ومن المعزين ايضا وفد “منتدى سفراء لبنان” برئاسة السفير فريد سماحة الذي قال:

“يتقدم منتدى سفراء لبنان ببالغ الاسى من الصرح البطريركي الماروني في بكركي ومن غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي السامي الاحترام ومن عائلة صفير الكريمة بخالص العزاء بوفاة المثلث الرحمة غبطة البطريرك مار نصرالله صفير، اذ بوفاته يفقد لبنان ركنا اساسيا، فكان البطريرك صفير رؤيويا يرى بعيدا ويرى صحيحا حذرنا في الجغرافيا وابرزنا في التاريخ، كان بحر العلم والشمولية والمثالية والصلابة في مواقف الحق والوطنية والرصانة والعقلانية، على ان نفحة النكتة الملتقاة لم تكن غريبة عنه لكنها لمعات ذهنية لا فكاهية كما يفرق ساتشا غيتري بين الحالتين.

قال غبطة البطريرك نصرالله صفير يوما :” نحن انشأنا لبنان ولن نكون غرباء عنه”. جل ذهب المؤرخ وبقي التاريخ، غاب الرسول وبقيت الرسالة”.

وختم: “ان منتدى سفراء لبنان واثق بأن في صفوف اللبنانيين تلامذة له يشهدون للقضية ويحملون الرسالة وطموح التاريخ، فلا يكون غياب البطريرك نصرالله بطرس صفير فراغا وطنيا بل عيدا وطنيا حتى ولو كان بوشاح أليم”.

وفد نقابة المحامين في بيروت برئاسة النقيب اندريه شدياق قدم التعازي، وقال شدياق:

“حمل المغفور له الكاردينال صفير امانة التاريخ البطريركي الذي تعاقب عليه اسلافه ورسم خط خلفائه فكان حافظا امينا لمجد لبنان الذي أعطي له للبنان الرسالة، على حد ما وصفه قداسة الحبر الاعظم البابا القديس يوحنا بولس الثاني”.

ومن المعزين على التوالي: النائب سامي فتفت، الوزير السابق الان حكيم، وفد من “تجمع موارنة من اجل لبنان” برئاسة المحامي يوسف كنعان، النائب السابق انطوان زهرا، وفد من زحلة برئاسة بيار وموسى فتوش، في حضور النائب ادي دمرجيان، وفد الحركة الاجتماعية اللبنانية برئاسة جون مفرج، رئيس المجلس الاغترابي في بلجيكا مارون كرم، النائب روجيه عازار، الوزير السابق فارس بويز، وفد موسع من جامعة سيدة اللويزة برئاسة رئيس الجامعة الأب بيار نجم، وفاعليات سياسية ودينية وعسكرية وحزبية وثقافية ووفود شعبية من مختلف المناطق.

كما وصل  الى الصرح البطريركي في بكركي رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري على رأس وفد فاتيكاني يرافقه القائم باعمال السفارة البابوية في لبنان ايفان سانتوس وسكرتيره الخاص المونسنيور فلافيو باتشيه، حيث دخل والوفد المرافق على الفور الى كنيسة الانتقال لالقاء النظرة الاخيرة على جثمان البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، على ان ينتقل بعدها الى صالون الصرح لتقديم التعازي الى البطريرك الراعي والمطارنة وعائلة الراحل. يذكر ان ساندري سيشارك مع وفد فاتيكاني في جنازة البطريرك صفير يوم غد الخميس موفدا من قداسة البابا.

واختتمت قداسات المرافقة التي اقيمت في كنيسة سيدة الانتقال في الصرح البطريركي في بكركي، بعد تسجية جثمان المثلث الرحمة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير في الكنيسة، بقداس لرابطة الأخويات في لبنان احتفل به المرشد العام لرابطة الأخويات الأب ادمون رزق المريمي الذي قال:”ان رابطة الأخويات تشارك اليوم كعربون وفاء وتقدير ومحبة لصاحب الغبطة على تعبه كونه هو رئيس مجلس البطاركة والأساقفة، وكان يتابع نشاط الرابطة بكافة قوانينها وصلواتها الفرضية، ومعه تجددت هذه الصلوات والقوانين”. 

ومساء ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي صلاة المساء القيامية شاركه فيها الأساقفة الموارنة والاكليروس والمؤمنون المتواجدون حتى الساعة في الصرح البطريركي لالقاء النظرة الأخيرة على المثلث الرحمة البطريرك صفير في ذكرى عيد ميلاده. وارتفعت صلوات المؤمنين داخل كنيسة سيدة الانتقال في الصرح البطريركي في بكركي على نية البطريرك صفير الذي سجي جثمانه منذ الصباح ويبقى حتى منتصف الليل. 

وكانت امانة  سر البطريركية المارونية  قد اصدرت البيان الآتي:”يهم أسرة البطريركية المارونية إعلام المؤمنين انه ونظرا للحرفية الفريدة التي تميز بها نعش غبطة ابينا مثلث الرحمة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير بتوقيع الفنان والنحات رودي رحمة والذي احتضنه من مستشفى أوتيل ديو، وصولا الى كنيسة الصرح البطريركي قررت البطريركية المارونية الحفاظ على هذا النعش الذي يعتبر تحفة فنية وعرضه في متحف البطريرك صفير في ريفون. وتقرر وضع الجثمان في نعش يرمز الى حياة التجرد والنسك التي عاشها البطريرك الراحل”. 

 _____________________________________________________________________________

 

link for Photos Gallery / http://media.bkerki.org

PHOTOS: PATRIARCH SFEIR CONDOLEANCES_BKERKI