البطريرك الراعي يتحدث الى الإعلاميين في ساحل العاج


نشاط البطريرك

قبيل مغادرته ساحل العاج تحدث غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى الإعلاميين عن زيارته الراعوية الى أبرشية سيدة البشارة في أفريقيا الغربية والوسطى فاعتبر ان اللقاء مع الجالية اللبنانية حمل وجهين: الأول إيجابي والثاني موجع جدا لقد لاحظنا ان الجالية تعمل بشكل جيد هنا وتحقق ذاتها من خلال ما تنجزه من أعمال وهي تشكر الدولة على منحها إمكانيات لتحقيق ذاتها بشكل كامل.

أما الجانب المؤلم فهو تمنياتها الدائمة ان يؤمن لبنان لابنائه المجالات لتحقيق ذواتهم كما تفعل ساحل العاج.

فشبابنا في لبنان يتخرجون سنويا من الجامعات والمعاهد ولا يجدون فرصا لتحقيق احلامهم في بناء مستقبل في وطنهم.

كما ان المؤلم ايضا هو تمني جاليتنا في ساحل العاج ان تهتم بها الدولة اللبنانية فهي ابتعدت عن بلدها الأم بهدف تأمين المستقبل لها ولعائلاتها وهي بشعورها لدعم وطنها الأم تزداد ثقة واعتزازا.

لقد لمسنا كم ان اللبنانيين في ساحل العاج هم مقدرون ومحترمون من الدولة في هذا البلد ومن سلطته السياسية والمدنية وهم يتألمون لرؤية لبنان يعيش أزمات سياسية لا أفق لها.

هذه الرغبة في الدولة الرابعة التي نزورها في جولتنا الراعوية لطالما سمعناها من ابنائنا في غانا وبوركينا فاسو والسنغال سنحملها معنا الى لبنان.

نحن نعتز بهم هنا فهم يعيشون بكرامة ويحققون النجاحات ويعملون وفق روحهم الخلاقة التي منحهم إياها الرب ونحن نتمنى لساحل العاج دوام الازدهار والسلام.

وأضاف غبطته:نحن هنا اليوم للتعرف الى أبرشيتنا في إفريقيا بكل مكوناتها ومقوماتها، نتعرف الى واقعها وكهنتها وشعبها كذلك الى الجالية اللبنانية بتنوعها الديني والطائفي والمذهبي من مسلمين ومسيحيين .

ومن واجبات البطريرك أن يزور ابرشياته كل خمس سنوات لهذا نظم المطران سيمون فضول هذه الزيارة للتعرف الى جاليتنا اللبنانية

وتابع غبطته: لقد تم التطرق اليوم في خلال لقائنا ابناء الجالية الى موضوعين أساسيين الأول موضوع التبادل التجاري الضعيف جدا جدا على الرغم من وجود إمكانيات كبيرة هنا في شاطئ العاج يمكننا تبادلها مع لبنان والتعاون التجاري هو منبع أساسي للاقتصاد.

انا آسف لانه بحسب ما سمعنا من ابنائنا هنا فان الدولة اللبنانية هي مهملة لهذا التبادل التجاري واللبنانيون الموجودون هنا يصدرون البضائع الى أوروبا فكيف لا يمكنهم تصديرها الى بلدهم وهذا وجع كبير جدا فمهمة الدولة الأساسية هي تبادل التجارة مع الدول الأخرى لتتمكن من التقدم .

والأمر الثاني الذي سمعته اليوم من ابنائنا هيو قيمة بطاقة السفر التي يجب ان تكون مدروسة ومخفضة لتشجيع ابنائنا على زيارة بلدهم وهم برفع سعر البطاقة وكأنهم يطلبون من اللبنانيين عدم التوجه الى وطنهم وزيارة بلدان أخرى حيث ينفقون أموالهم وبالتالي تستفيد باقي البلدان منهم.

وكلنا بأمس الحاجة لدخول هذه الأموال الى لبنان وهنا اتساءل كيف للدولة اللبنانية والحكومة إهمال هذين القطاعيين التجاري والسياحي لماذا تضعون أمام السائح اللبناني العراقيل.

ورأى غبطته ان “قيمة وجود رعايا ورسالات وابرشية ومطران في دول الانتشار تجسدت بوضع المسيحيين عامة والموارنة خاصة في الدول الأفريقية التي نزورها.

المطران يهتم بمهنته ويجول على ٢٤دولة ليطلع على اوضاع رعيته ويعالج المواضيع العالقة ويؤسس رعايا ليست مارونية للموارنة فقط وانما هي تستقبل جميع اللبنانيين وهذا يختبره اللبنانيون يوميا كذلك العلاقة الممتازة بين كهنتنا والكهنة من كنائس أخرى ورجال دين من طوائف مختلفة وهنا أهمية هذا التواجد الماروني في بلدان الانتشار.

من هنا القول لآباء الكنيسة حيث الأسقف هناك الكنيسة وهذا ما لمسناه فنشكر ربنا على هذه النعمة.

وختم غبطته في لبنان هناك تعددية دينية ومذهبية وحزبية وسياسية في لبنان هناك العيش المشترك الا ان الممارسة السياسية ليست جيدة، عندنا دولة وشعب وكيان وحدود وأرض. ومؤسسات ولكن الممارسة السياسية تعيق عملها من خلال تسييس كل شيء وبدل ان تقوم الدولة بواجبها الأساسي في تأمين الخير العام من خلال كل مقومات ومقدرات الدولة. والخير العام هو كل الشؤون التشريعية والإجرائية

والاقتصادية والتجارية والمعيشية والطبية والتربوية التي يستفيد منها كل المواطنين أتى السياسيون وقسموها الى اجزاء ودويلات وخلقوا بدعة وهي المحاصصة وكان الدولة بمقدراتها هي كقالب الجبن الذي تقاسمته فيما بينهم وبعد انتهائهم منه نزل الناس الى الشارع هذه هي الممارسة السياسية السيئة في لبنان التي خربت الدولة اللبنانية.

#البطريركية_المارونية #البطريرك_الراعي #شركة_ومحبة