إنطلاق أعمال مؤتمر التراث المسيحي المشترك في الوادي المقدس
نشاط البطريرك
إنطلقت في بيت الذاكرة والأعلام في موقع حديقة البطاركة ، الديمان أعمال المؤتمر الأول حول التراث المسيحي المشترك في الوادي المقدس ، الذي تنظمه رابطة قنوبين للرسالة والتراث . وحضر جلسة الإفتتاح البطاركة الكردينال بشارة الراعي ، يوحنا العاشر اليازجي ، اغناطيوس افرام الثاني، يوسف الثالث يونان ، النائب نعمة افرام ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، المطران جورج اسادوريان ممثلاً البطريرك غريغوار بدروس العاشر ، المطران ماكار أشكاريان ممثلاً الكاثوليكوس آرام الأول كيشيشيان ، متروبوليت THEOKLITOS METEORA ، وحضر النائب جورج عطالله ممثلاً أيضاً رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل ، المطارنة بولس اميل سعادة ، مطانيوس خوري ، سمعان عطالله ، يوسف سويف ، الياس نصار ، مارون العمار ، حنا رحمه ، جوزيف نفاع ، رئيس عام الرهبانية الأنطونية الأباتي مارون بو جودة ، الأب وسام معلوف رئيس عام الجماعة الرهبانية MISSION DE VIE .كما حضر رئيس الرابطة المارونية نعمة الله ابي نصر ، الوزير السابق وديع الخازن ، النائب السابق سليم حبيب ، ، سفيرة لبنان في اليونان دونا بركات ،السيدة فيرا يمين ممثلة النائب طوني سليمان فرنجية وتيار المردة ، العميد رينيه معوض ممثلاً النائب ميشال معوض ، المدراء العامون غلوريا أبي زيد ، أورور الفغالي وفادي قمير ، السفيران السابقان خليل كرم وأنطونيو عنداري ، رئيس جامعة البلمند د. الياس الوراق ، رئيسة الجامعة الأميركية التكنولوجيا AUT غادة حنين ، رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في قبرص ايلي عيد.
بداية الإحتفال قص الشريط التقليدي لموقع بيت الذاكرة والأعلام من قبل البطريرك الراعي والسيد نجيب ساويروس المتبرع بإقامة البيت ، بناء وتجهيزاً ، فازاحة الستارة عن اللوحة التذكارية التي رفعت على احدى الصخور الطبيعية ، ثم افتتح المؤتمر بالصلاة التي أعدت له ، ثم كلمة رئيس رابطة قنوبين نوفل الشدراوي. وجاء فيها : – شرفٌ كبيرٌ لرابطةْ قنوبين للرسالةِ والتراثْ أن تنظمَ المؤتمرَ الأولْ حولَ التراثْ المسيحي المشتركْ في الوادي المقدس . وتشعرُ الرابطةْ بجسامةِ المسؤوليةْ من خلالِ مباركةِ مبادرتِها غيرِ المسبوقةْ هذه بحضورِ أصحابِ الغبطةِ والنيافةْ من لبنانَ والشرقِ واليونانْ ومجلسِ أساقفةِ أوروبا ، وبمشاركةِ فخامةِ رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون ممثلاً بسعادة النائب نعمة افرام . اننا نرحبُ بكم أحرَّ ترحيبْ ونشكرُ بعميقِ الوفاءِ والاحترامِ والولاءْ حضوركم جميعاً حضوراً أخوياً متصلاً بالمشتركِ الْذي يجمعُنا .
أما المؤتمرْ فهو نتيجةٌ طبيعيةْ لتطورِ عملِ رابطةِ قنوبينْ في مشروعِ المسحِ الثقافيِ الشاملْ لتراث الوادي المقدس ، الذي انطلقَ قبل حوالي خمسَ عشرةَ سنةً . واتخذَ مع غبطةِ أبينا البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي دفعاً كبيراً جَعَله على آفاقٍ واسعةْ .
لقد تحققَ منه كلَّ ما يلبّي الثقافةَ الشعبيةْ ، ويتصلُ بالترويجِ الاعلاميْ والسياحي . وبات تطورُ العملْ يقتضي الانتقالْ الى مرحلةِ الأبحاثِ العلميةِ المتخصصةْ . فكان القرارُ بعقدِ هذا المؤتمرِ الأولِ غيرِ المسبوقْ ، الذي يجمعُ كنائسَنا على تراثِنا المشترك ، الذي تحصَّلَ من جهودِها التاريخيةِ المشتركةْ .
لقد تزامنَ ذلك مع خطوةِ التعاونِ الاولى مع كنيسةِ اليونان، ممثلةً بسيادة المتروبوليت Theokilos راعي أبرشية Stagon & Meteora . وقد تَمَّتِ الخطوةْ، بمباركةِ وتشجيعِ غبطةِ أبينا البطريرك الكردينال الراعي، وفي سياقِ مبادرةِ سعادة سفيرة لبنان في اليونان السيدة دونا بركات المتعلقةْ بتطويرِ مساراتِ الحجِّ الديني بين لبنانَ واليونان، وبعنايةْ سيادة المطران يوسف سويف، الزائرْ الرسولي على موارنةِ اليونان.
والمؤتمرُ الأولُ هذا هو مدخلٌ الى مسيرةٍ علميةٍ طويلةْ تتطلَّبُ جهوداً كبيرةْ . وسوف تنطلقُ هذه المسيرةْ من خلالِ توصياتِ المؤتمرْ، التي ستحققُها لجنةُ متابعةْ تضمُّ مسؤولينَ من الرابطةْ وخبراءَ مختصينْ من مختلفِ كنائسِنا . اننا اذ نجددُ شكرَنا لمباركةِ أصحابِ الغبطةِ والنيافةْ هذا اللقاءْ ، ولمشاركةِ فخامةِ رئيسِ الجمهوريةْ ، ولحضورِ هذا الحشدِ من المؤمنينْ ، نَضَعُ عَمَلَنا المنطلقْ بتجدُّدٍ وثباتْ بين يديْ سيدة قنوبين شفيعتِنا لتحقيقِ التطلعاتِ التي تمجِّدُ الله . وشكراً .
ثم ألقى البطريرك الراعي كلمة جاء فيها : يطيب لي ان ارحب بكم جميعاً في هذا المؤتمر الخاص بالتراث المسيحي المشترك في الوادي المقدس. ومعكم اوجه كلمة شكر وتقدير “لرابطة قنوببن للرسالة والتراث” التي دعت الى عقد هذا المؤتمر ونظمته موجهة دعوتها الى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي نحييه والى أصحاب الغبطة بطاركة الشرق ورؤساء اساقفة من مختلف الكنائس المعنية بتراث الوادي المقدس المشترك. كما وجهت الدعوة إلى اختصاصيين في التاريخ وعلم الآثار على تنوّع مضامينه، وسنستمع الى مداخلاتهم القيّمة.”
وتابع غبطته:” اوّد توجيه تحيّة ترحيب بسيادة المطران تيوكليتوس راعي ابرشية stagon و Meteora ونشكره على زيارته من أجل تعزيز روابط التوأمة بين الوادي المقدس في قنوبين وميتيورا في اليونان. وتؤلمنا كما تؤلم قداسة الكاثوليكوس آرام الأول وفاة والدته المرحومة لوسين، التي تقام في هذه الأثناء صلاة الجنازة لراحة نفسها في كاثوليكوسية انطلياس. إننا ننضم إليه وإلى أشقائه وذويه بالصلاة والاسى، ولنقف ونصلي الابانا والسلام لراحة نفسها.”
وقال غبطته:” عندما نتكلم عن الوادي المقدس الموضوع على لائحة التراث العالمي، لا نتحدث فقط عن الآثار والأطلال التي تعود الى الماضي. فالوادي المقدس، بمختلف اقسامه : من وادي قاديشا الى وادي قنوببن، مرورا بوادي مار أنطونيوس قزحيا وصولا إلى وادي حمّاطوره، مأهول بأدياره وشعبه. فوادي قنوببن على سبيل المثال يحتضن كرسيا بطريركيا عاش فيه البطاركة الموارنة اربعماية سنة في عهد العثمانيين، وما زالت الحياة الروحية نابضة فيه بعناية الراهبات الانطونيات. وترانا أمام قرية لبنانية لها مختارها وشعبها ورعيتها قائمة انها رعية قنوببن التي يخدمها الكهنة باستمرار واليوم كاهنها الخوري حبيب صعب.”
وأضاف غبطته:” من المعروف أن الوادي المقدس يحمل ميزة قنوببن. ولكن بكل أسف الطريق إلى قنوببن، حيث الكرسي البطريركي والرعية والقرية المأهولة، هو من أصعب الطرق لكونه ترابيا وحجريا الأمر الذي يحرم معظم الحجاج والسواح من الوصول إليه. ولا زلت حتى اليوم ومنذ بداية خدمتي البطريركية في آذار 2011 اناضل واطالب شخصيا بتعبيد هذا الطريق. أطالب مديرية الآثار والاونيسكو ولكن من دون جدوى، وهذا امر معيب لأنه من حق كل سائح الوصول إلى هذا الوادي المقدس، والتمتع بمناظره، والصلاة في حناياه ومعابده، وتمجيد الله الخالق فيه.”
وختم البطريرك الراعي:” كل الشكر “لرابطة قنوببن للرسالة والتراث”، رئيسًا وامين سر وأعضاء، على عملهم الدؤوب من اجل استخراج تراث الوادي المقدس، وإعطائه حياة، واطلاقه رسالة وعسى ان تندرج الغاية من هذا المؤتمر في هذا السعي. فيكون المؤتمر دافعًا للدولة اللبنانية، بوزاراتها المختصة، كي تعير كبير اهتمامها إلى الوادي المقدس كمعْلم وطني وروحي ثمين وعنصر أساسي للسياحة المدنية والدينية. بارك الله أعمال هذا المؤتمر، وبارك كل الذين يتكلمون فيه على كل ما يغنون به تاريخنا وثقافتنا وروحانيت
ثم كلمة المتروبوليت THEOKLITOS عبر فيها عن سروره الكبير بانعقاد هذا المؤتمر ودعوته اليه في سياق العلاقة المنطلقة بين موقعي METEORA وقنوبين ، وذلك منذ زيارة وفد رابطة قنوبين للرسالة والتراث الى METEORA في أيار الماضي ، والتفاهم على آلية متابعة لتعزيز التبادل الثقافي بين الموقعين المتشابهين، وعدد أوجه الشبه التاريخية والجغرافية بينهما .
ثم ألقى المطران اسادوريان كلمة بطريرك الأرمن الكاثوليك وقال: أهمية اللقاء بين الكنائس التي تجمع البطاركة الأجلاء حول تراث الوادي المقدس بما يمثله من تاريخ ايماني نضالي مستوحاة من رصانة صخور جباله الشامخة وعمق خشوعه بعد مئات السنين من التواجد المتعدد في الوادي يجب أن تترجم في التخطيط الإستراتيجي والعمل سوية من أجل المحافظة على هذا الإرث الثمين وعيش قيمنا المسيحية . ان الكنيسة المارونية تمثل المشعل المسيحي في لبنان والشرق الأوسط ولها دائماً الدور الريادي في تنظيم لقاءات فكرية ثقافية روحية مماثلة ، تمكننا من التعرف أكثر وأكثر على كنوزنا الطبيعية ، وتقدير عالم هذا التاريخ المشرف والإفتخار به بدورنا يجب أن نساهم في تعريف الآخرين عليه ، والتعمق أكثر وأكثر في ايماننا الراسخ لمواجهة كافة أنواع الصعوبات المرحلية الزمنية سوية . يعود الوجود الأرمني في لبنان الى القرن الثامن عشر ، والسبب هو رحلات الحاج الذي كانوا يقومون بها الى الأراضي المقدسة . ومن ثم نتيجة للإضطهادات التي كانوا يتعرضون لها من قبل السلطنة العثمانية . استقبلنا الموارنة في لبنان استقبال الإخوة ، وتقاسمنا المأساة ورغيف الخبز والماء والأرض الطيبة . علاقتنا وصداقتنا راسخة كصلابة جبل أرارات وجبل الأرز وقدسية وادي قنوبين . ان دير مار انطونيوس خاشباو مقر الرئاسة العامة للرهبانية اللبنانية المارونية بما يحتويه من اثار بالغة الأهمية للكنيسة الأرمنية الكاثوليكية ، بالإضافة الى دير الكريم غوسطا حيث يوجد الجرس الصغير الذي جاء به الأرمن في عام 1755 من روما ، وقد حفرت عليه كلمات بالأرمنية ودير سيدة بزمار التي تأسست سنة 1749 هما خير دليل على هذا التواجد وهذه العلاقة المتداخلة في التاريخ والجغرافيا والإيمان الراسخ والوجدان الواحد ووحدة المصار والمصير . كيف لا والطوباوي الشهيد اغناطيوس ماليوان قد تتلمذ في دير سيدة بزمار التي لا تبعد كثيراً ” من مكان ولادة القديسة رفقا والدير حيث تتلمذت ودير مار مارون عنايا حيث عاش قديس لبنان الكبير مار شربل وفي نفس الحقبة التاريخية . للأرمن آثار عمرانية في الوادي المقدس كما لمجمل الجماعات المسيحية هي كناية عن رسوم صليب معروف باسم صليب سيرياكوس في عدد من المزارات ، أبرزها دير مار يوحنا في الوادي الكائن في نطاق بلدة حدشيت .
ثم كانت كلمة البطريرك افرام الثاني. وقال : في زمن تصارعت فيه كنائسنا حول أمور لاهوتية فلسفية متعلقة بكُنه اللاهوت وطبيعة السيد المسيح ومشيئته، فتبادلت الحرومات وقطعت العلاقات ، نرى هنا في هذا الوادي المقدس رهباناً نساكاً قديسين يواصلون نهارهم بليلهم في الركوع والخشوع والتسبيح . وهكذا قدموا لنا نمودجاً نحن بأمس الحاجة اليه في يومنا هذا وشرقنا المعذب مضطرب ووجودنا المسيحي مهدد وأبناء الكنيسة هائمون على وجوههم يبحثون عن بلد يستقبلهم . نعم، كان رهباننا القديسون في كنائسنا السريانية الأرثوذكسية والمارونية متحدين بالنسك والتعبد ، ونحن حتى اليوم ما زلنا متباعدين بسبب العقيدة والتاريخ وكأن بحثنا الفلسفي حول طبيعة المسيح أهم من وحدتنا به –تقدس اسمه . واذا فكرنا بكيفية التقارب ، علينا النظر الى ماضينا لنتعلم منه لعلنا نفهم كيف وصلنا الى يومنا هذا ، فنحيد عن الأخطاء التي ارتكبناها في مسيرتنا ونؤكد على ما يجمعنا . يجمعنا طبعاً تراث سرياني مشترك، فيه قديسون لطالما أفاضت النعمة الإلهية من خلالهم علينا بركات دامت الى يومنا . ننظر فنرى هنا الوادي المقدس ينادينا حيث لا زالت أصداء الصلوات المرتفعة باللغة السريانية تنتقل من هذا السفح الى ذاك،محلقة الى السماء تناجي الله وتخاطبه ، بتمجيد وتسبيح يشبه تسبيح الملائكة .
كما القى البطريرك اغناطيوس يوسف الثالث يونان كلمة اشار في مستهلها ان كلمة قنوبين يونانية تعني الحياة المشتركة وتابع نحن نقر ان نساكنا السريان هم الذين بدأوا هذه الحياة النسكية في هذه المنطقة بالذات كما في وديان سوريا وجبالها وبلاد مابين النهرين وآسيا الصغرى ،ونحن السريان لدينا اب من آباء الكنيسة المعروف بابن العطري في القرن الثالث عشر من الكنيسة السريانية
كان ممثلا للبطريرك الانطاكي في القسم الشرقي من البطريركية وهذا العلامة يقول باللغة العربية التي فرضت علينا منذ القرن السابع “العلم نفس الانسان والتراث حياة النفس وكل من لا يعتني بهما يشبه الميت بلا نفس .
هذا الوادي الذي تشع منه عطور القداسة بخورا وتقوى هو مركز لتراثنا وحضارتنا والذين عاشوا فيه حياة النسك لم يكتفوا بالكلام بل اعطونا المثال الحقيقي في الدفاع عن الرب يسوع الذي قال :من اراد ان يتبعني فليحمل صليبه ويمشي ورائي “لذا علينا ايها الاخوة ان نتذكر ان جذورنا السريانية الارامية هي في خطر بسبب الظروف التي احاطت بلادنا ونحن نصلي بلغتنا السريانية في كتبنا التقوية ولكن هل هذا يكفي لنبقى اوفياء للذين قضوا مكرسين حياتهم للزهد والنسك والتقوى والسجود ؟ الم يحن الوقت كي نتضافر جميعنا لننقذ هذه اللغة وهذه الثقافة التي تعود الى 4000 سنة قبل ميلاد المخلص وكانت اللغة الوحيدة المعروفة وتكلم بها السيد المسيح وامنا العذراء مريم والتلاميذ .الم يحن الوقت لنقول للعالم اجمع للامم المتحدة واميركا وروسيا والصين ان هذه الثقافة وهذا الحضور المميز في هذه المنطقة هما بخطر جدي خطر الزوال بعد الذي حصل معنا في افغانستان وايران وبلاد ما بين النهرين وآسيا الصغرى واليوم ايضا قسم من سوريا وكلنا نشعر بخطر الذوبان والغياب في لبنان .نحن نطلب من جميع الحاضرين ان يفكروا بجدية في هذا الموضوع من غبطة البطريرك الكردينال الراعي وجميع اخوتنا البطاركة تفعيل هذا الطلب وهذا الحق في ان نحيي ثقافتنا ولغتنا نحن الذين اعطينا الايمان بنشر الانجيل من خلال التقوى والثقافة واسمح لنفسي بان اذكر المسؤولين وبخاصة فخامة رئيس الجمهورية الممثل بالنائب نعمة افرام واقول حان الوقت لنحافظ على الصيغة اللبنانية التي تحمي الجميع اكثرية كانوا او اقلية ونكافئ ذوي الكفاءات ونشجع شبابنا كي يبقوا متجذرين في لبنان في الوادي المقدس وفي الجبال والسهول.
كما القى المطران ساكار اشكاريان كلمة الكاثوليكوس مار ارام الاول كيشيشيان نقل فيها للمشاركين محبة وتحية الكاثوليكوس وتمنى لهم مؤتمرا ناجحا واضاف:فعالية هذا اللقاء على مشارف الوادي المقدس بما يمثله من تاريخ نضالي مستوحاة من صخوره لذا يجب العمل من اجل المحافظة على هذا الارث الثمين وعيش القيم المسيحية فالكنيسة المارونية تمثل المشعل المسيحي في لبنان والشرق الاوسط ولها دور ريادي في تنظيم اللقاءات الفكرية التي تعرفنا اكثر على تاريخنا المشرف والافتخار به وهذا يحتم علينا تعريف الناس على جذورنا التاريخية .
وتابع يعود تاريخ الوجود الارمني في لبنان الى القرن الثامن عشر والسبب رحلات الحج التي كان يقوم بها اباؤنا الى الاراضي المقدسة ونتيجة الاضطهادات التي كانوا يتعرضون لها من قبل السلطنة العثمانية وقد استقبلنا الاخوة الموارنة وتقاسمنا معهم لقمة العيش وباتت علاقتنا وصداقتنا راسخة كصلابة جبال ارارات وجبال الارز وقدسية وادي قنوبين وصليبنا رمز لانتصار المسيح على الموت ورمز للمقاومة التي عاشها الارمن الذين تمثلوا بيسوع القائم من الموت وقاموا بقيامته وبات اسم شهدائهم مرتبط بايمانهم المسيحي وحفاظهم على هويتهم الارمنية والنصب الموجود في ساحة الكرسي البطريركي في بكركي من العام 2015 بمناسبة يوم الابادة الارمنية دليل على الاخوة بين الارمن ووادي قنوبين وبخاصة مع صرح بكركي وما تمثله من ثقل وموقع وطني بامتياز .والوادي المقدس كان ولا يزال ملهم الموارنة ورمزا للمقاومة من اجل الكنيسة فهو كان دائما الملجأ والشاهد الحي على مسيرة طويلة من الظلم والطغيان وهو يشهد على تاريخنا المسيحي النضالي حيث لجأ اليه الموارنة عام 1283 هربا من المماليك الذي قتلوا البطريرك حجولا حرقا في قلعة طرابلس تم اتت مرحلة من الحكم العثماني وبعدها المتصرفية ثم الحرب العالمية .
اننا اليوم لبنانيون بامتياز نتشارك مع غبطتكم في المواطنة ونتفاعل معكم بشكل مثالي ليكون لنا رأي وموقف واحد من كل الظروف .إن الشعوب تحيا وتستمر بفضل شهدائها وقوة ايمانهم المسيحي الراسخ والتعلق بهذا الوادي المقدس وبفضل نضالهم وصمودهم فبقينا فيه وعشنا من خيرات ارضه وسنبقى اوفياء له وقد ساهمنا بفضل نشاطنا مساهمة فعالة في نمو وازدهار لبنان وبتنا جزء لا يتجزأ من الفسيفساء التي يتميز بها المجتمع اللبناني ومن هنا نريد ان نشكر فخامة الرئيس العماد ميشال عون وثني علىما قاله في كلمته الابوية خلال اعلان مئوية دولة لبنان الكبير بان هذا الاعلان شكل اعترافا دوليا بسيادة لبنان الكبير بحضارته وقيمه ودوره وليس بجغرافيته .
وختم محييا الجهود التي تقوم بها رابطة قنوبين للرسالة والتراث متمنيا لهم المثابرة والنجاح الدائم.
ثم كانت كلمة البطريرك اليازجي . وقال : لعل الآثار المسيحية الغنية في وادي قنوبين من أثمن الشواهد على أصالة وجود المسيحية في بلادنا مندذ بداية عهد البشارة بالإنجيل . فإن المسيحية لم تأت الى هذه الأرض بنوع من الصدفة التاريخية أو الظرف العابر ، ولا كان أبناؤها غرباء في هذه البقاع ، بل هي البذرة التاريخية التي أخصبت حضارة هذه البلاد والخميرة الصالحة التي خمّرت ثقافة منطقتنا وقيمها ورسالتها الى العالم . من هذه الأرض، من انطاكية كرسي الرسولين بطرس وبولس الأقدم ، خرجت البشارة الى العالم اليوناني والى غرب أوروبا حتى بلغت عاصمة الإمبراطورية الرومانية وبدلت هويتها الدينية من عبادة القيصر الى الإستنارة بصليب المسيح . بدأت كرازة الإنجيل على ساحل فنيقية مع الرب يسوع المسيح . العهد الجديد يذكر لنا أن ” الذين حول صور وصيدا ، جمع كثير اذ سمعوا كم صنع ( الرب يسوع ) ، أتوا اليه” ( مرقس 3 :8 ) ، وأنه قصد “نواحي صور وصيدا ” ( متى 15 : 21 ، مرقس 7 : 24 ) حيث شفى ابنة المرأة الكنعانية ” السورية الفنيقية” كما يسميها الإنجيليون . ويوضح سفر أعمال الرسل” تشتت المؤمنين ” على أثر استشهاد أول الشمامسة اسطفانوس ، منهم من نزحوا الى فينيقية حيث كرزوا بالإنجيل ( أعمال 11 : 19 ) . كان وادي قنوبين خير مركز أنعش المسيحية والهم رهبناتها ، وهو يبقى ميراثاً مسيحياً جامعاً ورسالة انسانية في عالم اليوم تذكر الإنسان المعاصر أن” الحاجة الى واحد ” . الوادي المقدس خير تذكير لنا بالحاجة الماسة الى التلاقي الذي يشهد له التراث المسيحي الغني المشترك والذي هو ارث مسيحي حضاري لا يختص بكنيسة دون سواها . وادي قنوبين دعوة الى قراءة تاريخ المسيحية في منطقتنا بموضوعية وعلمية . دعوة الى التخطي الإيديولوجيات والنظريات نحو تقصي الجذور التاريخية القديمة . هو خير نموذج ينبغي السهر للحفاظ عليه في ظل المحاولات الجادة والمتعددة لمحو الأثر التاريخي والتراث المسيحي ولإضعاف وجود المسيحيين في منطقتنا .
ثم القى النائب نعمة افرام كلمة نقل فيها تحية رئيس الجمهورية للمؤتمر وحرصه على تعميق روابط التلاقي والوحدة وقال: أهلاً بالبطاركة والمسؤولين الروحيين جميعاً على مشارف هذا الوادي المقدّس. إنّه بمجرد تسجيل مثل هذا الحضور الروحي الكبير والمشترك، نكتشف عمق المسؤوليّة التي يحملّنا إياها هذا الوادي، لا سيما برعاية أبينا المؤتمن عليه وعلى تاريخه وتراثه، وعلى حاضره ومستقبله، غبطة الملاك الحارس لهذا الوادي مار بشارة بطرس الراعي”.
أضاف افرام: ” في الأيّام الصعبة ونحن في صميمها في لبنان والشرق، نعود إلى قنوبين لنقوى من روحه ونخلق من جديد. لنعترف، كلّنا أقليّات، وأقلّياتنا خلاّقة تفتّش عن الحقيقة. المسيحيّون ضمن هذه الأقليّات هم شهود ليسوع العابر للطوائف من أجل خير الانسان والسلام، ومن هذه الروح نستقي رسالتنا للشرق وللعالم ونشهد للحقيقة على مثال لقاء البطاركة هذا ها هنا يحيون التراث المشترك. كلّ التحيّة والتقدير”.
وبعد تراتيل من التراث القبطي كانت كلمة السيد نجيب ساويروس وجاء فيها : يشرفني ويسعدني ان أكون معكم في هذا المكان الرائع من الوادي المقدس. انها لفرصة جميلة طيبة ان أحضر مؤتمر التراث المسيحي المشترك في الوادي المقدس. ومناسبة لتجديد رسوخنا في جذورنا الروحية والثقافية في بلداننا الشرقية من جهة، وللعمل معاً لتوسيع المشترك في تراثنا من جهة أخرى. لقد كان لهذا التراث المشترك دور فاعل كبير في النهضة العربية من خلال مبادرات ثقافية رائدة تبلورت على أيدي أعلام كبار منه. ولقاء اليوم هو امتداد لهذه المسيرة التاريخية المطبوعة بطابع شراكة المسيحيين الكاملة في صناعة تراث هذا الشرق.
واؤكد محبتي لكم جميعاً، واشكر غبطة البطريرك الراعي واحيي رابطة قنوبين البطريركية للرسالة والتراث، منظمة هذا المؤتمر، وأؤكد حرصي العميق، وارادتي الثابتة للتعاون في كل ما من شأنه ان يوسع المشترك بيننا، ويعزز وحدتنا لنظل أمناء أوفياء لتراث هذا الشرق مهد المسيحية، وأرض اللقاء الحضاري الدائم بين أتباع الديانات في سبيل تمجيد الله بخدمة الانسان. والسلام.
تبعها عرض عن بيت الذاكرة والأعلام كمركز ( من كرتونة البيت ) وتقديراً لمبادرة السيد ساويروس قلده البطريرك الراعي وسام سيدة قنوبين من الدرجة الأولى . وقد شكر ساويروس البطريرك الراعي مؤكداً اهتمامه بكل ما يتعلق بالتراث المسيحي المشترك . ثم قدمت جوقة قاديشا بقيادة الأب يوسف طنوس تراتيل دينية من مختلف التراثات المسيحية المشتركة المارونية والسريانية والبيزنطية والقبطية . كما عرض فيلم وادي النساك حول الحياة النسكية المتشابهة بين وادي قنوبين و METEORA . وقدمت رابطة قنوبين الإصدارات الكتابية الثلاثة لهذا الصيف وهي الجزء الثالث من أوراق تاريخ بشري تحقيق جورج عرب تقدمة الشيخ سعيد طوق ، وأوراق من تاريخ حدشيت . أجرت الدراسة التحليلية لها د. كوليت ابي فاضل، وموارنة أبرشية طرابلس سنة 1911 للد. جهاد عيسى . كما قدمت مجسم المؤتمر التذكاري للبطاركة المشاركين الذين سلموا التقديرات المؤتمر لعدد من داعمي أعمال رابطة قنوبين .
LINK TO GALLERY: www.media.bkerki.org
PHOTO ALBUM: Forum of The Shared Christian Heritage in the Holy Valley Dimane18.9.2019