نشاط البطريرك الراعي – بكركي
نشاط البطريرك
إلتقى غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الأربعاء 19 كانون الأول 2018، في الصرح البطريركي في بكركي، وفدا من بلدات اقليم الخروب يرافقهم راعي ابرشية صيدا المارونية المطران مارون عمار، وضم الوفد النواب محمد الحجار وبلال عبدالله، الشيخ الدكتور احمد سيف الدين، الشيخ مروان مراد، الوزير السابق جوزيف الهاشم، رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي زياد الحجار، رؤساء بلديات ومخاتير، ممثلي الأحزاب والتيارات، وفد من الجماعة الإسلامية، كهنة وعلمانيين وفعاليات المنطقة، في زيارة لشكر صاحب الغبطة على الزيارة التي قام بها الى بلدات الإقليم في الخريف الماضي.
استهل اللقاء بكلمة للأب جوزيف القزي شدد فيها على ان “الإقليم يبقى نموذجا لوطن الرسالة والعيش الواحد والمحبة والإلفة،” واصفا زيارة غبطته الى المنطقة “بالزيارة التاريخية المميزة التي افرحت قلوب ابناء المنطقة الذين يرون في غبطته السند الوطني لكل اللبنانيين في لبنان وبلاد الإنتشار.”
والقى المطران عمار كلمة عبر فيها عن اهمية هذه الزيارة التي “نقطف ثمارها من خلال تعاوننا مع بعضنا البعض.”
وقدم عمار التهاني بالأعياد المجيدة باسم ابناء الإقليم، لافتا الى انه بعد انتخابه راعيا لأبرشية صيدا المارونية “احطت بمحبة وتكريم كبيرين من اهالي الأبرشية ليس فقط من قبل المسيحيين وانما ايضا من الإخوة السنة والشيعة والدروز وكل ابناء المنطقة، وهذا دليل على اهمية حضورنا للشهادة في هذه المنطقة، لذلك اود شكر الجميع على محبتهم الكبيرة.”
ثم كانت كلمة للنائب محمد الحجار اعتبر فيها”ان المشهد الوطني الجامع الذي تجسد يوم الزيارة التاريخية للمنطقة كان رائعا لذلك نطلب ونتمنى تكرار زيارتكم يا صاحب الغبطة.”
واكد حجار على حرصه و”الإخوة الحاضرين على القدوم الى هذا الصرح الوطني الجامع لشكركم يا صاحب الغبطة والتعبير عن فخرنا الكبير بزيارتكم لإقليم العيش المشترك الذي تعززه زيارة هامة كبيرة ورأس الهرم البطريرك الراعي المرجعية الوطنية والروحية. وندعو من هذه الدار ان يقويكم الله مع كل الجهود التي قمتم بها ولا تزالون للوصول الى مؤشرات تدل اليوم على اننا قد نخرج من النفق وتتشكل حكومة تقوم بمؤسساتنا وببلدنا.”
بدوره رأى النائب بلال عبدالله ان الزيارة كانت “استثنائية لما حملته من معاني وطنية ووجدانية فلقد بثيتم فينا يا صاحب الغبطة الروح الوطنية الموحدة وركزتم على العيش المشترك والواحد وعلى المصالحة ومتابعة الجهود لإكمال العودة.”
وقال عبدالله:” لقاؤنا اليوم هو استثنائي ايضا لأنه يتزامن مع ولادة متعثرة لحكومة ينتظرها الجميع. واقليم الخروب كان وسيبقى رمز الوحدة والعيش المشترك والتكاتف والتلاحم وهذا الصرح العريق سيبقى ضمانة لحرية لبنان وسيادته واستقلاله.”
كما شكر الشيخ احمد سيف الدين للبطريرك الراعي قيامه بالزيارة التي”اكدت المؤكد وهو الحفاظ على السلم الأهلي والعيش المشترك،” مقدما التهاني بالأعياد المجيدة.
هذا وباسم اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي والجنوبي اكد رئيس الإتحاد الشمالي زياد الحجار على”الدور الوطني للصرح البطريركي الوطني الجامع،” وعلى “تصميم اهالي الإقليم على وحدة العيش،” مشيرا الى ان “المنطقة تعاني من تهميش كبير من قبل الدولة على كافة الأصعدة.”
وتمنى رئيس تجمع مخاتير اقليم الخروب محمد شعبان “اعيادا مجيدة للجميع،” شاكرا باسم المخاتير البطريرك الراعي على تلبيته دعوة زيارة المنطقة”، آملا “ان يحل السلام والإزدهار في هذا البلد الحبيب.”
وفي الختام القى البطريرك الراعي كلمة قال فيها:” فرحنا كبير اليوم بهذه المبادرة التي تفضلتم بها. المحبة الكبيرة التي حملتكم من اقليم الخروب لتصلوا الى هنا نثمنها عاليا جدا. ان زيارة الإقليم تميزت لالمحبة التي رافقتها وبالعاطفة التي تجلت في كل البلدات التي زرناها سواء كانت تضم اهلنا من موارنة او روم كاثوليك او اورثوذكس او سنة او موحدين دروز او شيعة. لقد لمست هذه المحبة العارمة في القلوب التي اكدت ان لبنان لا يمكنه ان يقع مهما كانت الصعوبات السياسية والإقتصادية والمالية والإجتماعية والمعيشية التي يواجهها، فمحبة الشعب وطيبته وتماسكه هي ضمانة لبنان.”
وقال غبطته”: لقد لمسنا الحب في قلوب ابناء المنطقة، هم الذين اختبروا الألم والوجع في الحروب العبثية التي عصفت بلبنان، فبمقدار ما يختبر الإنسان الوجع بمقدار ما يطيب قلبه للحب والعطاء. في كل مرة زرت بلدة من بلداتكم لمست محبة هذا الشعب الطيب الذي اهتم بهذه الزيارة بكل حب وهذا يعني ان الشعب ينتظر من البطريرك دورا وخدمة اكبر واوسع لذلك نسأل الله ان يقدرنا على التعبير باسمكم وتطلعاتكم وقلقكم. اعلم تماما كم ان شعبنا متألم على كافة المستويات سياسيا واقتصاديا ومعيشيا واجتماعيا. وهنا اجدد شكري للبلديات بنوع خاص على العمل الذي تقوم به لمساعدة شعبنا. الناس تنظر اليكم مع غياب الحكومة فالدولة تخسر الملايين من الدولارات يوميا وهذا امر كبير جدا وهو يقع على عاتق الشعب اللبناني ويتراكم عليه. نعرف تماما ان الديون تتراكم والعجز يكبر والفقر يزداد والبطالة تتسع والخسارات كثيرة لذلك يؤسفنا انه من اجل مصالح شخصية او فئوية يتعطل البلد. لقد مرت سبعة اشهر من دون حكومة ونامل ان تكون العقدة اليوم باتت في مرحلة الحل وان لا يكون هناك عقد جديدة تعيدنا الى الوراء. لا احد يمكنه القبول بهذا الأمر ليس فقط على المستوى المبدأي، فنحن لا نقبل بان يصبح شعبنا اكثر فقرا، فلشعبنا كرامة. الشعب اللبناني يخبئ وجعه وفقره ونحن لا نريده ان يتحول الى شعب مستعطي، جائع يمد يده فهذا ضد الكرامة اللبنانية. نتامل بنعمة هذا العيد ان يحلحل السايسيون والمسؤولون عن كل عرقلة الأمور باتقاء الله والخروج من الحسابات الصغيرة الشخصية والتطلع الى الوطن ودوره ورسالته.”
واضاف غبطته:” كل الشعوب تنظر الى لبنان بعين كبيرة وكل الدول تريد للبنان ان يقف وينمو ويستقر والدليل ان الاسرة الدولية عقدت ثلاثة مؤتمرات لمساعدة لبنان في روما وباريس وبروكسل وفي المقابل نحن من دون حكومة منذ سبعة اشهر. ما من مبرر لهذا الأمر فلنكون اكثر اتحادا وتضامنا وحفاظا على بعضنا البعض روحيا ومعنويا وماديا، ولنساعد شعبنا كي تمر هذه العاصفة ويعود الى لبنان استقراره ودوره. سنة 1997 قال قداسة البابا القديس يوحنا بولس الثاني في الإرشاد الرسولي رجاء جديد للبنان في الصفحة الاولى”جميع الأنظار تتجه الى لبنان” انها كلمة نبوية لأن لبنان على صغره هو قيمة حضارية في هذا الشرق والعالم.”
وختم غبطته موجها كلمة الى الأحزاب الحاضرة داعيا فيها اياهم على الإهتمام بدورهم الكبير في مساعدة الشعب على محبة لبنان اكثر من كل شيء والتربية على المواطنة الحقيقية والولاء للبنان الوطن الذي لا يثمن.”
وبعد الظهر، استقبل البطريرك الراعي في الصرح البطريركي في بكركي النائب فريد البستاني، السيد كميل شمعون ووفد من المدراء العامين الموارنة.
_____________________________________________________________________________
link for Photos Gallery / http://media.bkerki.org
PHOTOS: Patriarch Rai Activity_Bkerki_12.19.2018