​نشاط البطريرك الراعي – بكركي


نشاط البطريرك

 

استقبل غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الأربعاء 27 تشرين الأول 2021، في الصرح البطريركي في بكركي النائب فريد هيكل الخازن وتناول معه المستجدات السياسية والاقتصادية والامنية والمبادرة الأخيرة التي أطلقها والهادفة لجمع الشمل المسيحي.

 

وبعد اللقاء، قال الخازن: “إلتقينا صاحب الغبطة اليوم في هذا الظرف الصعب الذي يمرّ به البلد، حيث وصل الشعب برمته الى ما دون الحاجة الاساسية التي تؤمن له مستلزماته، وقد ضرب القطاع المصرفي والبنك المركزي والاقتصاد، ولقمة العيش غير متوفرة عند الناس، وهذا الوضع المزري لم يصل اليه لبنان سابقا.”

أضاف الخازن: “اضافة الى كل هذه المشاكل التي مرّ بها البلد، نصل بإنحدار الازمة السياسية والاقتصادية والمعيشية الى الشارع ليس بشكل سلمي بحيث شهدنا دماء، وانطلاقا من هنا، أحيي الصوت الصارخ الذي تطلقه اليوم البطريركية المارونية، والذي يهدف الى جمع الشمل واعادة اللحمة الوطنية ويهدف الى اعادة تصويب الامور واعادة ردّ الصراع السياسي في البلد الى اطار المؤسسات والعمل الديمقراطي السليم.”

 

واعرب الخازن عن ارتياحه للجولة التي قام بها البطريرك الراعي على المسؤولين السياسيين امس وقال: “اطّلعت من غبطة البطريرك الراعي على جولته بالامس وارتحت لكونه تمكّن من التوصل الى مخرج لهذه الازمة، مخرج قانوني ودستوري، مخرج يقدر ان ينقل البلد من جحيم النار الى برّ الامان ويأخذ البلد خلال الاشهر الستة المقبلة الى الانتخابات النيابية التي تحدد الاحجام السياسية في البلد والمعادلة السياسية والتوازنات السياسية التي ستحكم البلد في المرحلة المستقبلية.”

 

وتابع الخازن: “أطلقت مبادرة قبل اسبوع لأن الجو المسيحي في لبنان الذي هو جزء من الجو الوطني، وصل الى حد القطيعة بين القادة المسيحيين ووصلت الخلافات السياسية الى حد الشتيمة كما يقول غبطته، ففي ظل هذا الظرف الصعب الذي نمر به، لا يمكن ان يبقى المسيحيون بلا حوار او لقاء او تواصل او اتصال هاتفي حتى، من هنا ستقوم البطريركية المارونية بتحرك في المرحلة المستقبلية لجمع الشمل ولجمع هؤلاء القادة تحت سقف بكركي وتحت سقف غبطة البطريرك والهدف الوحيد ان يحافظ كل منهم على موقفه السياسي وتموضعه السياسي ولكن الحدود هي عدم السماح لانفلات الوضع في لبنان باتجاه الامن والدم والشارع الذي يمكن ان يوصل البلد واللبنانيين عموماً مسلمين ومسيحيين الى مكان لا احد يريد الوصول اليه.”

 

وتابع الخازن “سنبدأ نحن وغبطة البطريرك في الايام المقبل بالمبادرة وسنرى كيفية التواصل مع القادة المسيحيين الاساسيين الدكتور سمير جعجع والوزير جبران باسيل والوزير سليمان فرنجية والشيخ سامي الجميل لايجاد قواسم مشتركة، والحد الادنى لحماية لبنان من الانزلاق باتجاهات لا احد يريدها، على غرار ما فعله اخواننا الدروز حيث اجتمعوا بمعزل عن تبايناتهم السياسية والخصومات السياسية والعدوات السياسية من أجل حماية وضعهم ومجتمعهم، كما بكركي التي لا يمنع ان تكون الجامعة لكل اللبنانيين وتحديدا المسيحيين على ان يؤسس ذلك لحوار وطني عام يحمي البلد من الانزلاق، وما بدأه غبطة الراعي يصب في الاطار نفسه. 

 

واضاف الخازن ردا على سؤال حول مبادرته، وان كانت تصب في اطار الانتخابات النيابية، قائلا: “ليس لهذه المبادرة اي علاقة بالانتخابات، ولكن لا يمكن ان تبقى القيادات المسيحية في حالة عداوة فهذا أمر غير مقبول، يجب وضع ورقة عمل لحماية الوضع والبلد والمجتمع من الانزلاق باتجاه اي محظور امني أو في الشارع، لأن ما وصلنا اليه اليوم باستدعاء جعجع والتي انا ضده بكل حزم لانني عشت مرارة التسعينيات.”

 

ثم استقبل البطريرك وفداً من المحامين المستقلين ضمّ المحامين روي عيسى الخوري، مارون بو شرف، ويوسف الهراوي، في زيارة روتينية جر في خلالها عرض للأوضاع العامة.

 

وبعد الظهر استقبل صاحب الغبطة وفداً من الجبهة السيادية من أجل لبنان، عرضت للأوضاع الأخيرة وجددت الدعم للبطريرك ووضعته في أجواء المشاريع المستقبلية.

وبعد اللقاء تحدث كميل دوري شمعون بإسم الوفد وقال: “أتينا اليوم كجبهة سيادية من أجل لبنان للحديث عن أهمية ملف القضاء اللبناني وأهمية استمرار القاضي بيطار في عمله على الرغم من الضغوطات التي تُمارس والتي نستنكرها، ونطالب بفصل السلطات في لبنان وأن يبقى القانون مُحترم من الجميع، فنحن نعمل من أجل مصلحة كل الشعب اللبناني ولسنا طرفاً بل نحن مع كل اللبنانيين”.

وبدوره استنكر رئيس حزب حركة التغيير ايلي محفوض الاعتداء الذي حصل على أهالي عين الرمانة ولفت الى السابقة المتمثّلة برفع دعوى ضد السيد حسن نصرالله، وشدد على ضرورة قيام دولة القانون والمؤسسات، وبأن تُطبّق على الجميع بالتساوي، واعتبر أن إستدعاء الدكتور سمير جعجع كونه رئيس حزب مسيحي، هو أمر مُستهجن ومُعيب.

ومن ثم استقبل البطريرك وفداً من الرابطة المارونية ضمّ رئيس الرابطة نعمة الله أبي نصر، رئيس لجنة الانتشار جو خوري، ومقرّر لجنة الانتشار نبيل كرم، والمهندس أنطوان الحصري ممثل الرابطة المارونية في أميركا، وعرض الوفد مع صاحب الغبطة لنشاطات الرابطة في أميركا.