البطريرك الراعي يترأس قداس الاحد في كنيسة مار مارون – روما
نشاط البطريرك
ترأس غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة مار مارون في المعهد الماروني في روما عاونه فيه المطران فرنسوا عيد المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي ونائبه الوكيل البطريركي في روما المونسنيور طوني جبران ورؤساء الوكالات الرهبانية وكهنة المعهد بحضور القائم بأعمال السفارة اللبنانية في الفاتيكان السفير البير سماحة والقائم باعمال السفارة اللبنانية في ايطاليا كريم خليل وحشد من ابناء الجالية اللبنانية والرعية المارونية.
بعد الانجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة تحت عنوان: “من تراه الخادم الامين الحكيم” (متى 45:24) وجاء فيها:
“من تُراه الخادم الامين الحكيم؟” (متى 24: 45)
1. إنّنا في الزّمن الليتورجي الذي يلي عيد ارتفاع الصّليب، والذي يشكّل الفترة الأخيرة من السّنة الطّقسيّة التي تمتدّ حتّى الأحد الأخير من شهر تشرين الأوّل بحسب الرّوزنامة المارونيّة.
كلّ القراءات البيبليّة في هذه الآحاد تتكلّم عن نهاية الأزمنة (إسكاتولوجيا) وعن المجيء الثّاني للربّ في مجده (باروسيا)؛ وبالتالي عن الموت، والدّينونة، والخلاص الأبدي والهلاك الأبدي. يُسمّى الموت “يوم الربّ“، بمعنى أنّه اللقاء النّهائي مع الربّ لنؤدّي له الحساب عن حياتنا، عن واجباتنا والتزاماتنا، ولننال إما مكافأة الخلاص وإما قصاص الهلاك.
غير أنّ هذا المصير الأبدي مشروط دائمًا بالخيار الحرّ لكلّ واحد منّا. فإمّا أن يكون خادمًا أمينًا حكيمًا مواظبًا على واجباته أو خادمًا خائنًا شريرًا يسيء إلى واجباته ويهملها.
2. إنّ لفظة “خادم-عبد” في الكتاب المقدّس تعني الشّخص الموثوق به، المختار من الرّب لرسالة محدّدة. المسيح هو “عبد-خادم الله” بامتياز، مختار من الآب ومرسَلٌ إلى العالم لخلاص الجنس البشري وفدائه.
إذًا “عبد” هو لقب شرف. هكذا المسيح عرّف عن نفسه أمام التّلاميذ الإثني عشر: “أنا بينكم كالخادم” (لوقا22: 27).
3. كلّ واحد منّا هو “خادم”؛ الأزواج، الواحد تجاه الآخر في تأمين سعادته وخيره الشخصي؛ الوالدون تجاه أولادهم بإعطائهم الحياة، وبتربيتهم والسّهر على مستقبلهم؛ الرّعاة في الكنيسة، أساقفة وكهنة، لإيصال كلمة الله للجميع، الطّعام السماوي، جسد المسيح ودمه، والنّعمة الأسراريّة التي تشفي النّفوس وتقوّي الإرادات والقلوب؛ المسؤولون السّياسيّون تجاه جميع المواطنين لتأمين الخير العام الذي منه ينبثق خير كلّ واحد وخير الجميع.
4. إنّنا نرغب اليوم أن نكرّم خادمًا حكيمًا أمينًا على المستوى الديبلوماسي، القائم بأعمال السّفارة اللبنانيّة لدى الكرسي الرّسولي، والمعيّن والمعتمد حاليًّا كسفير في سلطنة عمان في الخليج السيّد ألبيرتو سماحه. نحيّيه مع زوجته السيّدة ديانا، التي وصلت أمس من عُمان، وكلًّا من ولديه اللذين يتابعان دروسهما: الابن في عُمان والابنة في روما.
إن السّفير ألبيرتو كان خادمًا أمينًا وحكيمًا وقد خدم لبنان لدى الكرسي الرّسولي، سابقًا كمستشار أول للسّفير الجنرال جورج خوري ومؤخّرًا كقائم بالأعمال.
5. وإننا فيما نشكره على خدمته الجلّى، ونحتفل معه بتعيينه سفيرًا، نهنّئ ذواتنا معه بترقيته، نتمنّى له كلّ التّوفيق والنجاح في مهمّته الدبلوماسيّة الجديدة، ولعائلته كلّ خير.
6. نرفع صلاتنا للربّ لكي يُنير كلّ واحد وواحدة منا، ليعي واجب الحالة، فيتمكّن من تحمّل مسؤوليّته جيّدًا، والقيام بواجباته لمجد الله الآب والإبن والرّوح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.