البطريرك الراعي يختتم انشطة رابطة قنوبين – حديقة البطاركة، الديمان


نشاط البطريرك

ترأس البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الاحتفال الختامي لنشاطات السنوية الخامسة عشرة لحديقة البطاركة في الديمان والتي تنظمها رابطة قنوبين للرسالة والتراث بحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بالوزير بيار رفول ،الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بالدكتورة نسرين الضناوي وزير الخارجية جبران باسيل ممثلا بغسان بريص ، العقيد سيمون مخايل ممثلا مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عثمان ،المطارنة بولس صياح،مطانيوس الخوري وجوزيف نفاع ،طلال الدويهي ، مطانيوس بولس مدير عام وزارة الاشغال ،انطوان شقير مدير المراسم في القصر الجمهوري وحشد كبير من القادة الامنيين والقضاة وعائلات البطاركة وابناء المنطقة ،

وتفقد بداية البطريرك الراعي والوزير رفول والمشاركين اشغال بيت الجماعة الرهبانية المارونية mission de vie والذي قدمه باخوس ناصيف والمشغل الحرفي تقدمة انطوان الصحناوي ثم وضع البطريرك حجر الاساس لبيت الذاكرة والاعلام ليزيح بعدها الستارة عن اللوحة التذكارية ويقص الشريط التقليدي مفتتحا مركز رعاية العجزة “بيت داوود” وبعد جولة في المركز القى مقدم المركز مروان الحايك كلمة قال فيها :بعد ازاحة الستارة وافتتاح بيت العجزة أعترف برهبة المكان والزمان والحدث هو يوم من الأيام المهمة لا بل الأهم في تاريخ عائلتنا المجتمعة هنا، هو تقدير منا كعائلة الى رب هذه العائلة لا مجرد إستذكار لمن غاب فقط بالجسد هو تذكير لمن حرث الأرض بسواعده وأعطى من نفسه ليعيل عائلةً متواضعة لكن طموحة ركيزتها المحبة أو لا شيء كما ورد عن رسالة القديس بولس في رسالته الأولى لأهل كورنثوس حين قال: “إن لم تكن في المحبة فلست بشيء ولا أنتفع شيئاً”. هو تقدير لمن غرس فينا فتوة الفلاح، المواظبة، الصبر، التعلق بالأرض وإحترام الإنسان. هو تقدير لمن حرث ونثر في الأرض بذاراً صالحة. أنبتت وزنات مستقيمةً وبيت داود الذي أنتم في صدد إفتتاحه أبينا اليوم، هو أحد هذه الوزنات التي حاكها الوالد الحائك الكبير فينا إخوتي وعائلتي وأنا.

       أردنا هذا البيت مركز رعاية حاضنة لشيخوخة حقها علينا الكثير، بيت للبلسمة والمواساة، وتضميد ما لم يندمل من جراح ربما لكن أيضاً بيت لحديقة على كل منا إرتيادها للتأمل في الحياة بفائض قسوتها وحلوها المر أحياناً.

أردنا هذا البيت مبنيا على صخرة صلبة من قنوبين كما بنى الوالد بيته وبيتنا على حنان صخرة والدتنا الصلب أم العائلة وجامعتها وصاحبة الفضل الأساس فيما نحن عليه اليوم. نريد لهذا البيت أن يتكاثر وينمو كما تكاثر نسل داود وأنبت فروعاً جديدة وصلت الى 62 فرعاً ما بين أولاد وأحفاد وأولاد الأحفاد. حاك والدي فينا وفيَ كل جنين وها نحن اليوم وفي زمن يتمتع فيه العرفان بالجميل بذاكرة قصيرة للأسف نرد له في عليائه حيث يستكين مزهواً بزهوه بعضاً من هذا الجميل إستذكاراً وتقديراً وتعلقاً بكل القيم التي نحن عليها بفضله. قبل نحو قرن قال إبن هذه الأرض وملحها “أن تعطي مما تملك فإنك تعطي القليل أما أن تهب من نفسك فهذا عين العطاء”.

وختم : أعطى والدي داود ومحاسن كلاهما من نفسيهما فكانت هبتهما عظيمة. بيت داود أحد منازل كثيرة عمرها داود الحايك بأرجائنا فليكن ذكره مؤبداً.

               بدوره البطريرك الراعي القى كلمة قال فيها: صاحب المعالي ممثل فخامة رئيس الجمهورية شكراً لحضورك شخصياً وشكراً كبيراً لفخامة الرئيس الذي أوفد وهو حاضر معنا ونحن نرافقه بصلاتنا ودعائنا وهو يحمل راية لبنان الى المراجع الدولية نرجو له أن يتم الرب كل نواياه الطيبة والصالحة لخير لبنان وأن يعضدك شخصياً وأنت دائماً كنت بقربه ويده اليمين في كل مسار حياته. نرجو أن تحمل له منا جميعاً تحيةً أن يكون قد أوفدك اليوم ولأن مثل هذا اللقاء أعتدنا أن يكون برعاية وحضور رئيس الجمهورية في حديقة البطاركة ، في كل الاحوال هو حاضر معنا وفي قلبنا وخاطرنا. نرجو له التوفيق والعودة الى لبنان متمماً كل نواياه الصادقة.

يطيب لي أن أحيي بإسمكم وبإسم الجميع العزيز الأستاذ مروان حايك لأننا معه بتأثر عميق دشنا وباركنا بيت رعاية العجزة والمسنين الذي كما سمعتموه يقول أنه علامة إخلاص للمرحوم الوالد هو حاضر معنا بروحه وبركته وهو الذي يباركك من عليائه في كل عمل تقوم به. هذه ليست المرة الأولى التي يقوم بها مروان الحايك بما يقوم، وله أياد بيض عديدة ومتنوعة في حديقة البطاركة والآن وضعنا الحجر الأساس لمركز رابطة قنوبين للرسالة والتراث مركز الرسالة والإعلام وهو أيضاً قدم نفسه لكي يتم هذا البنيان. هذا المركز أرادته الرابطة إستكمالاً لما تقوم به من عملين أساسيين العمل الأول هو جمع الوثائق التي تعود الى ذاكرتنا الى تاريخنا العميق المتجذر في وادي قنوبين وقد نشروا أكثر من كتاب حول هذه الوثائق. واليوم يعزمون بالإضافة الى إظهار الوجوه التي تميزت بروحانية قنوبين أو من قنوبين وهم إما تحت سماء لبنان أو في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر، نحن نرجو لرابطة قنوبين للرسالة والتراث كل التوفيق في هذين العملين الكبيرين، لأننا من خلالهما نحن نتعرف لتاريخنا ومن يعرف تاريخه يعرف تاريخه يعرف حاضره كيف يبنيه ويعرف كيف يستشرق وكيف يخطط لمستقبله. أما الذي يجهل تاريخه فهو يجهل ماضيه ولا يعرف كيف يعيشه وبالتالي لا يعرف كيف يخطط لمستقبله معروف القول الشهير لأدهم الذي قال “إن أردت أن تبيد شعباً أنسه تاريخه”. وهذا يكفي فيضيع في حاضره ويضيع في مستقبله، أنا أخشى على هذه الأرض في لبنان التي تتوالى فصولها التي لا تنتهي ولم تنتهي بعد لكن تتبدل فصولها كي ينسى اللبنانيون تاريخهم وماضيهم ولذلك بدأنا نعيش هذا الضياع اليوم. فتحية كبيرة لرئيس رابطة قنوبين للرسالة والتراث أمينها العام والمدير والمنفذ والمفكر الأستاذ جورج عرب . شيخ نوفل الشدراوي شكراً على تعبكم مع كل الذين يعاونونكم وتحية لسيادة المطران المشرف المطران جوزيف النفاع النائب البطريركي العام في هذه المنطقة.

ونحن نلتمس شفاعة البطاركة الذين تحيي الرابطة ذكراهم من خلال ما ترفع لهم من تمثايل تذكرنا بهم وبروحانيتهم، واليوم نحن نستشفع ثلاثة ترفع تماثيلهم وقد ازحنا الستارة عن الأول وهو البطريرك القديس يوحنا مارون البطريرك الأول على كنيستنا و رفعنا الستارة عن تمثال البطريريك يعقوب عواد والبطريرك يوسف تيان وكل واحد منهم مميز في تاريخه وفي حياته.

أنا أحيي الجمعية الرهبانية رسالة حياة التي تتولى خدمة هذا البيت، بيت رعاية العجزة والمسنين ، منذ الآن أشكرهم وهم سيبدأون كما عرفت في الربيع المقبل أشكرهم وكل الآباء والأخوة على هذه الرسالة التي يقومون بها في خدمة أهلنا الذين أعطوا إمتياز العيش الطويل وليت كل إنسان يعطى مثل هذا الإمتياز فمن يكرم المسنين بيننا إنما يكرم الحياة يكرم الله الذي وهبها ومنذ الآن أحيي كل المسنين وكل العجزة الذين أعطاهم الله أن يعيشوا طويلاً على أرضنا في هذا المكان سيجدون السعادة والفرح ويتطلعون الى المستقبل فهذه أهمية هذا المكان ان يعيش الإنسان دوماً نحو المستقبل.

وختم : شكراً لحضوركم شكراً لوسائل الإعلام التي تنقل هذا الحدث الجميل تحية لكل شعبنا اللبناني تحية لوطننا العزيز لبنان الذي هو ونحن هنا على كتف الوادي المقدس هذا وطن متجذر هنا مرتفع ببهائه مثل الأرز هذه دعوتنا هنا نبقى هنا نتجذر ومن هنا نرتفع بكرامة نحو العلى بنعمة الله وعنايته.

بعد ذلك ازاح البطريرك وممثل الرئيس عون الستارة عن تمثال البطريرك الاول مار يوحنا مارون الذي صممه الفنان نصري طوق وقدمه المهندس روني عبد الحي كما رفع الستارة عن تمثال البطريرك يعقوب عواد للنحات نصري طوق و قدمته عائلة المرحوم الشيخ جوزيف رزق الله عواد بحضور ارملته نجيبة وابنه رزق الله وافراد العائلة وكاهن الرعية القاضي انطونيوس جبارة الذي القى كلمة شكر فيها غبطة البطريرك متوجها اليه باعمق مشاعر المحبة سائلا الوزير رفول نقل التحية لفخامة الرئيس آملا ان يوفق الله الرئيس في قيادة مسيرة انقاذ لبنان وشكر عائلة الشيخ المرحوم جوزيف عواد وافراد العائلة على تبرعهم باقامة التمثال والنحات ورابطة قنوبين سائلا الله ان يعزز فينا نعمة الوفاء لتراثنا وماضينا من اجل مستقبلنا .

كما ازاح البطريرك والوزير رفول الستارة عن تمثال البطريرك يوسف التيان للنحات نايف علوان والذي قدمه جيمي مارون وبحضور حشد كبير من افراد عائلة التيان .

 

بعدها إفتتح البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، وبمشاركة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلاً بوزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، واحة عصام فارس للتنمية والتراث في موقع حديقة البطاركة في الديمان، بحضور مدير مكتب فارس العميد وليم مجلي، وحشد من القيادات الروحية والزمنية. ونظمت رابطة قنوبين للرسالة والتراث احتفالاً للمناسبة بدأ بقص الشريط التقليدي عند مدخل الواحة حيث رفعت معالم الزينة ويافطات الترحيب بالرئيس عون والبطريرك الراعي وفارس.

ثم كانت جولة في أرجاء الواحة الموسّعة والمؤهّلة لتشكل مركز الاستقبال العصري الأول للوادي المقدس المزود بمطبوعات الارشاد السياحي وبلوازم الاسعافات الطبية الاولية وبوجود الادلاء لمرافقة المئات من زوار الموقع دورياً، والمجهز لتأمين الخدمات الأولية لهم بمن فيهم اصحاب الحاجات الخاصة. كما تم توسيع المساحات الخضراء في الواحة وجهزت بالمقاعد ولوازم الاستراحة.

بعد جولة الاطلاع افتتح أمين النشر والإعلام في رابطة قنوبين الزميل جورج عرب اللقاء بكلمة شرح فيها مشروع واحة عصام فارس القائمة منذ سنة 2004 بعد إقامة حديقة البطاركة، والتي تواكب تطور موقع الحديقة وتحقيق أبعاده التاريخية والثقافية والتنموية. ثم القى العميد مجلي كلمة نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق عصام فارس حيّى فيها رئيس الجمهورية العماد عون والبطريرك الراعي، وقال: أملنا هو بمستقبل وطننا بالرغم من الصعوبات والتحديات، الامل الذي تعززه قيادة عماد البلاد رئيسها ورمز وحدتها المؤتمن على دستورها، العماد ميشال عون، وبحكمتكم يا صاحب الغبطة تنشرون ثقافة اللقاء والحوار والانفتاح، وتبشرون بقيم العدالة والحرية التي توحد جميع البشر.

وأضاف: ان العناية المتصلة بتراثنا الروحي والوطني تعزز فينا الامل بمستقبلنا على قاعدة ان من يجهل تاريخه وماضيه لا مستقبل له. وموقع حديقة البطاركة في الوادي المقدس هو أبرز المواقع اللبنانية ذات الابعاد التاريخية والثقافية، الذي يحتضن تراثاً مشتركاً لكل المسيحيين ولاخوانهم المسلمين. ونحن من التزامنا بقيم هذا التراث، وبما تشكله من مقومات أساسية في هويتنا الوطنية، وفي دورنا المشرقي، كان انخراطنا في هذه المسيرة المشرقة، منذ اقامة حديقة البطاركة سنة 2004، وانطلاق مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس، وها نحن نكمل الدور ببركة غبطة البطريرك الكاردينال الراعي. وتعزيزاً لهذا العمل الثقافي غير المسبوق وضعنا أنفسنا في صميمه شركاء فاعلين مؤمنين برسالتنا كمسيحيين في لبنان والمنطقة.

وختم فارس كلمته قائلاً: إنني بعميق المحبة والامل أجدد تحياتي لكم جميعاً وأؤكد انني دوماً معكم كأنني مقيم بينكم، وأنتم في قلبي وكل لبنان في قلبي. وشكراً.

 

ثم كانت كلمة البطريرك الراعي بدأها بتحية كبيرة لفخامة الرئيس الذي بالأمس عندما إلتقى الجالية اللبنانية في ستراسبوغ وجه إليهم كلمة طمأنينة ونحن نقول من هذا المكان واحة دولة الرئيس عصام فارس كما نراها بتركيبتها الهندسية الجميلة، نحن في حالة طمأنينة ولهذا نقول لفخامة الرئيس أننا كلنا نعمل معه من أجل ضمانة شعبنا لأنه مهما إكفهرت الجواء وعصفت الرياح يبقى لنا سقف كما هنا نستظل تحته هو سقف الوطن اللبناني. وأضاف: أنهى دولته كلمته بقوله “أنا معكم ولو بعيداً وأنتم في قلبي وفي محبتي” هذا كلام لا يقوله من شفاهه بل يقوله من قلبه كما نحن نعرفه. عندما سمعت هذه الكلمة أتت على بالي الترتيلة التي نرتلها للعذراء نقول لها “وإن كان جسمك بعيداً عنا فصلواتك تتبعنا” نقول له وإن كنت بعيداً عنا يا دولة الرئيس فمحبتك معنا وترافقنا.

وأود بإسم رابطة قنوبين للرسالة والتراث وبإسم الحضور وكل من يأتي الى هذه الواحة، واحة دولة الرئيس عصام فارس، أن نكن له كل الشكر مقرون بالدعاء لكي يعضده الله ويحقق أمنيته الكبيرة. وتابع: كم تمنينا مع الشعب اللبناني أن يكون في لبنان وهو تمنى أيضاً ذلك ونحن نؤكد التمني أن يكون هنا وفي عداد المخلصين المحبين للبنان الذين يعملون في سبيله، وفي الخارج هو يحمل القضية اللبنانية في كل المحافل الدولية، وفي كل مكان إلتقيناه حديثه لبنان، همه لبنان، قلبه في لبنان، جسمه في الخارج لكن عقله في لبنان، نقول له شكراً على كل هذا من خلالك أيها العزيز العميد وليم مجلي. إسمك مجلياً ومحبة دولة الرئيس فارس مجلّية ومجلي بشخصه، هذا الوجه الصبوح اللبناني. نحن هنا في مكان لم يره دولة الرئيس لكن حسبه أنه مكان يلتقي فيه اللبنانيون، انه يعطي من كل قلبه يضحي ويتفانى وهمه أن الناس تعيش بسعادة، لا يهمه أن يرى ما صنعت يداه، هذا مثل رائع في العطاء. لم ينتظر يوماً كلمة شكر ولم يطلب يوماً كلمة شكر. وعندما ألتقيه “وأقول له شكراً” يجيبني شكراً لكم، شكراً للبنانيين الصامدين في لبنان، قولوا لهم أن يصمدوا، أنا معهم بمحبتي وقلبي معهم. نحن الليلة نستحضرك معنا في الخاطر والذكرى والقلب والوجه الصبوح دولة الرئيس عصام فارس، ونحييك تحية كبيرة ونشكرك على هذه الواحة الجميلة بإسم كل من يطأ أرضها فيشعر براحة بال وطمأنينة على كتف الوادي المقدس.

 

وفي الختام، اقيم عشاء تكريمي في واحة عصام فارس تخلله سهرة تراثية وقدم خلاله البطريرك الراعي اشارات الانتساب الى رابطة قنوبين للسادة نجيبة جوزيف عواد ، روني عبد الحي ،جوزيف الحلبي وجيمي مارون وعدد من الشعراء والفنانين الذين شاركوا في احياء انشطة السنوية الخامسة عشرة لحديقة البطاركة

 

________________________________________________

Click here for Photo Albums

PHOTOS: Patriarch Rai Activity_Patriarches garden_Diman_12.9.2018