البطريرك الراعي بارك ودشن قرية السلام النموذجية في المشرع- بسكنتا


نشاط البطريرك

 

ترأس غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي بعد ظهر اليوم الأربعاء قداسا احتفاليا في قرية السلام النموذجية المشرع –بسكنتا التابعة لرهبنة رسالة حياة بمناسبة تبريكها وتكريس مذبح كنيسة القديس امبروسيوس داخلها، عاونه الأساقفة النائب البطريركي العام على نيابة صربا البطريركية بولس روحانا، الياس نصار، رئيس رهبنة رسالة حياة ومؤسسها الأب وسام معلوف، بحضور رئيس اساقفة ستوكهولم في السويد الكردينال اندروز اربوريليوس، القائم باعمال السفارة البابوية ايفان سانتوس، المطارنة كميل زيدان وجورج شيحان، النائب ادغار معلوف، رئيس عام رهبنة المرسلين اللبنانيين  الأب مالك بو طانوس، قائمقام المتن مارلين حداد، رؤساء بلديات ومخاتير، لجان وقف وحركات رسولية وكشفية وممثلي الأحزاب والتيارات السياسية وفعاليات سياسية اجتماعية وثقافية وعسكرية  ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات مع حشد المؤمنين من البلدة والقرى المجاورة.

 استهل القداس بكلمة للمؤسس والأب العام لرهبنة رسالة حياة البطريركية الأب وسام معلوف قال فيها: “نفتتح اليوم معا قرية السلام النموذجية في منطقة المشرع، انه حلم زرعه المسيح في قلوبنا وهو يتجلى لنا بعد 15 عاما لنراه اليوم امامنا بأبهى حلة. سلام المسيح يتطلب منا الصبر والمواجهة لترسيخ العيش في القلوب”. 

واضاف:” نعبر لكم عن امتنانا البنيوي يا صاحب الغبطة ونعبر عن استعدادنا لمزيد من التعاون مع اخوتنا اينما وجدوا. قريتنا النموذجية هذه تهدف الى تحصين عائلاتنا وتأمين اطار فعال من الاصغاء فتتمكن من السهر على الحب وحماية علاقات الأهل والأبناء من خطر الضياع.”

وتابع:” لا سلام في العائلة والمجتمع من دون عدالة، وغبطتكم لطالما عبرتم عن اهتمامكم بالعائلة، واوليتموها عناية خاصة، من هنا اهتمامنا بالعائلة وبضرورة مساعدتها لتتخطى صعوبات فرضتها علينا ظروف الحياة الصعبة. اما على صعيد الشبيبة فنحن نسعى ايضا لتأمين الفرص المؤاتية لهم للتعبير عن ما يريدونه بطرق بناءّة، كذلك اطفالنا وكبارنا الذين عاهدنا ان نهتم بهم ونوليهم عناية و اهمية خاصة. لقد انشأنا لهم النادي النهاري للترفيه وفسحات يستطيعون اما التأمل او التعبير عما يريدون فيها.”

وقال معلوف:” نحن اليوم يا صاحب الغبطة نستعيد كلامكم حين عبرتم عن ضرورة ان تتخذ مواقف فتكون هي شهادتنا. نحن في عالم يعاني الشر ولا احد يتجرأ على قول الحقيقة، ملايين الناس مشردة ولا احد يستطيع قول الحق بسبب المصالح الخاصة والمصالح السياسية، علنا اليوم نكسر هذه التقاليد ونكون شهود حق لرسالة سيدنا يسوع المسيح القائمة على محبة الآخر.”

 وختم معلوف: “قريتنا اليوم هي ابعد من قرية سلام، انها تعبر عن رسالتنا في العمل الجدي والدؤوب، كما تعبر عن قدرتنا في تحقيق التغيير. فنحن سنضيء شمعة وسط الظلمة لنظهر الجمال والحق والسلام عملاً بتوجيهاتكم نسألكم منحنا بركتكم الرسولية والأبوية لنكمل مسيرتنا في سبيل خير الإنسان وكرامته ونشر كلمة الله الحقيقية فعلا وليس قولا فقط.”

 

بعد قراءة الانجيل ألقى البطريرك الراعي عظة قال فيها :” مشيئة أبيكم ان لا يهلك احد من اخوتي هؤلاء الصغار”.

يدعونا الرب يسوع في انجيل اليوم الى العمل لكي لا يهلك احد لا روحيا ولا اقتصاديا ولا اجتماعيا ولا امنيا ولا انمائيا ولا سياسيا، يسميهم اخوتي الصغار وفي الواقع هذه الكلمة في الانجيل تعني  كل انسان بحاجة الى مساعدة ما. هذا هو كلام الرب ” ان لا يهلك احد من اخوتي هؤلاء الصغار.”

اضاف الراعي:”. يسعدنا اليوم الاحتفال بتبريك وتدشين قرية السلام النموذجية هذه. لقد باركنا الكنيسة والمذبح على اسم القديس امبروسيوس وسنبارك اجزاء اخرى من هذا المجمع. اود ان اوجه تحية خاصة لقدس الأب العام  وسام معلوف على كلمته اللطيفة والجماعة الرهبانية رسالة حياة وأود باسمكم شكره وشكر الجماعة على تأسيس قرية السلام التي تندرج تماما في كلام انجيل اليوم. لقد سمعنا من الأب العام انه في هذه القرية تلتقي العائلات التي هي بحاجة الى سلام المسيح، لقد ارادوا هذه القرية مكانا للتلاقي بين الزوجين وبين الأهل وابنائهم. وقال ايضا ان هذا المكان هو للشبيبة المحطمة بسبب الآفاق المغلقة امامها وهي بحاجة الى نوع من النفس ورجاء. لقد ارادوا ان يكون هذا المكان مكان لقاء وحوار وتفكير بين الشباب. كما قال ان هذا المكان أريد للأطفال الذين يريدون ان يخرجوا من هموم بيوتهم والمشاكل التي يعيشونها ويلتقوا للعمل الرياضي والتعليم والتربية والمهارات. “

وتابع البطريرك الراعي:” لقد قال المؤسس ايضا ان هذا المكان هو للمسنين الذين هم شهود ايمان في بيوتنا وذخيرة وايقونة صلاة، ومعظمهم جدودنا الذين لولاهم لما كنا هنا. انهم الاخوة الصغار في انجيلنا اليوم. نعم في الإنجيل كلمة صغير هي من هو بحاجة.  لا احد يعتد أنه ليس بحاجة ربما يحتاج الإنسان الى بسمة او التفاتة او تشجيع  او كلمة حلوة فهو صغير.  حتى المسيح اسمى نفسه محتاجا في كل انسان عندما قال “كنت مريضا فزرتموني وجائعا فأطعمتموني كنت عريانا فكسيتموني هذا نفهمه من الناحية الحسية المادية ولكن ايضا انه المفهوم المعنوي والروحي فالجائع لا يجوع فقط الى خبز وانما الى عمل اليوم مع مشكلة البطالة والى كلمة لطيفة وغيرها. قد يكون الانسان جائعا الى العمل والعدالة وعطشانا الى الحب والاحترام.”

وقال غبطته:” ان الغريب ليس فقط من يعيش خارج بلدته، قد اكون غريبا في قلب بيتي عندما لا افهم فيه  بلدتي او في  قريتي  عندما لا اقبل فيها لسبب او لآخر. والعريان لا يحتاج فقط الى ثياب قد يكون بحاجة الى كرامة وصيت حسنٍ. فكم يعرى الناس اليوم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي من كراماتهم وقيمتهم ومعنى حياتهم فهؤلاء هم الصغار.  ونقول السجين ليس من يكون وراء القضبان الحديدية وانما السجين لعاداته السيئة وايديولوجيات ويخاف من قول رأيه في الأمور يخاف من قول الحقيقة فيكون اسيرا في المواقف و التفكير. وهذا المكان يدخل بامتياز في انجيل اليوم.”

وختم غبطته :” في كل احد نقرأ الإنجيل يكون هذا الإنجيل رسالة لنا من عند الله . كما سماه القديس ايرونيموس رسالة مكتوبة من الله لنا. هذا هو انجيل اليوم فهنيئا لكم ابونا وسام لأنكم لا تدرون كم تزرعون من سلام في القلوب، سلام الرب يسوع الذي نحتاج اليه جميعنا انه سلام روحي ومادي ومعنوي ونفسي وامني وانمائي. انها ارادة الآب في الآ يهلك الانسان كلنا مدعو لمد اليد فكلنا صغير ونحتاج بعضنا لبعض. كم نود ان تدخل هذه الثقافة في مفهومنا العام في لبنان وان تلج في قلوب المسؤولين في لبنان لكي يقف هذا النوع من الثقافة التي تجرح ثقافة الجرح وخلق الخلافات وتأجيج النار وكأننا دعينا لكي لا نعيش بسلام. وليت ثقافة نكء الجراح وتأجيج النار تتوقف في بلادنا لنفهم ما قاله الرب لنا في عظة الجبل لا نكون ابناء الله الا اذا صنعنا السلام  “طوبى لصانعي السلام هؤلاء ابناء الله يدعون.”

وفي ختام القداس جال غبطته على باقي اقسام القرية ورفع الصلاة وباركها مع المؤمنين.

وكان البطريرك الراعي قد استهل زيارته لعدد من رعايا نيابة صربا البطريركية، بزيارة بلدة عين القبو، يرافقه رئيس أساقفة ستوكهولم الكاردينال أندرز اربوريليوس والمطارنة الياس نصار وجورج شيحان وبولس روحانا، و كان في استقباله النائب ادكار ملعوف، قائمقام المتن مارلين حداد، المطران كميل زيدان، مختار البلدة رشيد الحاج، كاهن رعية مار شليطا الخوري روني ماشطة، رئيس رهبنة “رسالة حياة” الأب العام وسام معلوف، وفعاليات البلدة ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات وحشد من المؤمنين من ابناء البلدة والقرى المجاورة.

وعلى وقع الأناشيد الدينية والترانيم التي قدمتها انشادا وعزفا جوقة كنسية دخل البطريرك الراعي والوفد المرافق الى كنيسة مار شليطا عين القبو وبارك المؤمنين، ثم رفع صلاة الشكر  وأنشد الجميع طلبة أم الله تكريما للعذراء مريم، ليلتقي بعدها المؤمنين في صالون الكنيسة.

القى كاهن الرعية الخوري روني شامطة كلمة ترحيبية قال فيها:” نرحب بكم يا صاحب الغبطة ابا روحيا حياته مبنية على الإيمان ومصونة بالصلاة وافعتماد على الرب. نتعلم منكم المحبة الكبيرة لكل انسان، كما نتعلم من غبطتكم الحكمة التي خصكم الله بها والتي تظهر جلية في كل مواقفكم وقراراتكم المصيرية. هذه الرعية والبلدة تشكركم اليوم على قدومكم اليها وترفع الصلوات الى الله لتبقوا ذخيرة وبركة لنا وللكنيسة وللوطن.”

وتابع:” اذا كنت اقف امام غبطتكم اليوم كخادم للرعية عن غير استحقاق مني فهو بفضل وضع يد صاحب السيادة المطران بولس روحانا الذي اكن له مع ابناء رعيتي كل المحبة والإحترام والتقدير ونحن في رعيتنا نلقبه بالمطران الطيب والعميق الذي يسعى الى التوافق والسلام بين ابناء الأبرشية.”

وختم شامطة:” اليوم فرحتنا كبيرة بحضوركم بيننا ومباركتكمن لنا انتم الراعي الساهر على خير قطيعه.”

بدوره شكر البطريرك الراعي الرعية والفعاليات على حفاوة وحرارة الإستقبال مثنيا على حضور الأطفال والشبيبة المميز “فهم غنى الكنيسة” ولافتا”الى الفرح الذي نلمسه على وجوهكم فهنا كل شيء نقي في هذه المنطقة المناخ نقي والهواء نقي والطبيعة نقية وكل هذاا نعكس على ابناء هذه الأرض الانقياء.”

وقدمت الهدايا التذكارية بالمناسبة.

 

 

link for Photos Gallery / http://media.bkerki.org

PHOTO ALBUM:Mission de Vie visit_3.7.2019