عظة البطريرك الراعي في اختتام أعمال سينودس الأساقفة المورانة
أخبار عظات نشاط البطريرك

بكركي – السبت 14 حزيران 2025
“السلام استودعكم، سلامي اعطيكم” (يو ١٤:٢٧)
Votre Excellence le nonce apostolique,
إخواني السادة المطارنة الأجلاء،
أيها الاخوة والاخوات الأحباء،
نختتم أعمال هذا السينودس المقدس بأهم ما يعطينا الرب يسوع، يعطينا سلامه مؤكدا:
“السلام استودعكم، سلامي اعطيكم”، هذا السلام هو يسوع المسيح نفسه.
في ليتورجيا القداس، نقول قبل سماع كلامه في الانجيل “السلام لجميعكم”، ثم قبل كل بركة نقول “السلام لجميعكم” ما يعني حسب القداس اللاتيني: “الرب معكم.”
في أسبوع الرياضة السابق للسينودس عشنا سلام المسيح وتقبلناه، ونحمله إلى أابرشياتنا، سلاما روحيًّا، وسلامًا اجتماعيًّا، وسلامًا اقتصاديًّا، سلاما مرتكز على ركائزه الاربعة: العدالة والحقيقة والحرية والمحبة، (البابا يوحنا ٢٣: السلام في الارض). ولا يغيب عن بالنا أن هذا السلام هو شخص المسيح. الذي ينبغي أن نعكسه بالمسلك والقول والعمل.
نعود إلى أبرشياتنا حاملين سلام المسيح لشعبنا، ولنتذكّر ما يقوله بولس الرسول: “نحن سفراء المسيح” للمصالحة بين المتخاصمين، ولبناء السلام في القلوب والعائلات وبين الشعوب، نعيشه عدالة بين الناس، ونعلنه حقيقة تعلمناها من الروح القدس، ونمارسه حرية أبناء الله، ونعيشه محبّةً كما احبنا المسيح.
وكم يؤلمنا أنّ هذا السلام غائب عن أفكار وقلوب ونوايا رؤساء الدول القادرة، كما هي حال الحرب الضروس المدمرة بين إسرائيل وغزة، وبين إسرائيل وإيران.
وكم من الأموال الطائلة تصرف على الأسلحة والتسلح، بينما ملايين وملايين من الشعوب يموتون جوعا، أنه لمؤلم حقا. وملايين آخرين يُهجَّرون من بيوتهم، فاقدين جنى أعمارهم، يهيمون في الارض بدون غذاء أو ثياب أو مال. أنها وصمة عار على جبين هذا الجيل.
إلى من يقول السيد المسيح: “سلامي استودعكم، سلامي اعطيكم”، يقولها لكل إنسان، يقول لكل مسؤول في الدّول، يقوله لعظماء هذا العالم، فلنصلِّ لكي يصل صوت المسيح إلى كل إنسان حيث هو بحسب مسؤولياته. هذا السلام نستمده اليوم من الرب يسوع ويعني كل هبة وكل نعمة وكل بركة يعطيها الرب للبشر.
نعم نلتمسه لكل هذه الدول التي تعيش حال الحرب ولا ننسى الحرب الضروس بين روسيا وأوكرانيا. يا رب أعطنا سلامك، يا رب هبنا هذا السلام من أجل طمأنينة جميع الناس والشعوب.
لك المجد أيها الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد. آمين.



















