هَذا كَانَ أُسْقُفًا عَلَى صُورَ في لُبْنَان، في عَهْدِ دْيُوكْلِتْيَانُوس (285-305)، الإِمْبِرَاطُورِ البِيزَنْطِيّ، ولِيشِينْيُوس (308-324)، الإِمْبِرَاطُورِ الرُومانيّ. ومِنْ أَجْلِ إِيمانِهِ تَحَمَّلَ أَعْذِبَةً مُتَنَوِّعَةً ونُفِيَ عَنْ كُرْسِيِّهِ إِلَى مَدِينَةِ أُودِيسُوبُولِيس في تْرَاقْيَا (فَارْنَا الرُومانِيَّة). ولَمَّا قُتِلَ لِيشِينْيُوسُ سَنَةَ 324، وتَسَلَّمَ قُسْطَنْطِينُ (310-337) زِمَامَ المَمْلَكَةِ الرُومَانِيَّةِ وحَرَّرَ الكَنِيسَة، عَادَ القِدِّيسُ إِلَى كُرْسِيِّه. كَانَ مُتَضَلِّعًا في اللُغَتَينِ اليُونانِيَّةِ واللَاتِينِيَّة، ذَكِيَّ الفُؤاد. وقَدْ تَرَكَ تَآلِيفَ نَفِيسَة، ومُصَنَّفاتٍ بَدِيعَة، تَدُلُّ عَلَى كَثْرَةِ عُلُومِهِ وسَعَةِ مَدارِكِهِ. وحَضَرَ المَجْمَعَ النِيقَاوِيَّ سَنَةَ 325. إِسْتُشْهِدَ أَيَّامَ يُولْيَانُوسَ الجَاحِد (360-363) عَامَ 362، ولَهُ مِنَ العُمْرِ 107 سِنِين. صَلاتُهُ مَعَنَا. آمين.
ُضْطَهَدِينَالمَسْجُونِين، الَّذِينَ كَانُوا يَشْهَدُونَ لِمَلَكُوتِ المَسِيح. وانْدَفَعَتْ بِكُلِّ شَجَاعَة، وتَقَدَّمَتْ إِلَيْهِمْ تُحَيِّيهِمْ بِالسَلامِ وتُشَجِّعُهُم، وتَطْلُبُ مِنْهُمْ أَنْ يُصَلُّوا مِنْ أَجْلِهَا، ويَذْكُرُوهَا أَمَامَ الرَبّ. فَعَرَفَ الوالي أَنَّهَا مَسِيحِيَّة، فَأَحْضَرَهَا غَاضِبًا وأَخَذَ يَتَهَدَّدُهَا بِالتَعْذِيبِ إِنْ لَمْ تُضَحِّ لِلأَوْثَان. فَأَبَتْ بِكُلِّ جُرْأَةٍ وجَاهَرَتْ بِإِيمانِهَابِالمَسِيح، في يَوْمِ الرَبّ، يَوْمِ قِيَامَةِ مُخَلِّصِنا، فَجَلَدُوهَا ومَزَّقُوا لُحْمَانَهَا بِأَظْفَارٍ مِنْ حَدِيد، حَتَّى تَفَجَّرَتْ دِمَاؤُهَا، وَهِيَ صَابِرَةٌ بِثَغْرٍ بَاسِم، ولَمْ تُحْجِمْ عَنْ تَوْبِيخِ الوالي عَلَى ظُلْمِهِ وكُفْرِهِ، فَأَمَرَ بِأَنْ تُقَيَّدَ بِالسَلاسِلِ وتُلْقَى في السِّجْنِ حَيْثُ قَامَتْ تُصَلِّي، رافِعَةً عَيْنَيْهَا إِلَى السَمَاء، فَأَرْسَلَ اللهُ مَلاكَهُ فَعَزَّاهَا وحَلَّهَا مِنْ قُيُودِهَا. عِنْدَئِذٍ أَمَرَ أُورْبَانُوسُ بِأَنْ يُعَلَّقَ في عُنُقِهَا حَجَرٌ ضَخْمٌ وتُغَرَّقَ في لُجَّةِ البَحْر. فَتَكَلَّلَتْ بِغَارِ الشَهَادَةِ سَنَةَ 307. تُكَرِّمُهَا الكَنِيسَةُ في الشَرْقِ والغَرْب. صَلاتُهَا مَعَنَا. آمين.