تسمّت هذه الجماعات بالموارنة، أو أطلق عليها اسم "جماعة بيت مارون"، نسبة إلى القديس الناسك مارون القورشي الذي عاش في شمال سوريا بين 350م و410م.
اختطّ مارون لنفسه مسلكاً جديداً في الزهد عُرف "بالنسك في العراء". وحباه الله نعمة شفاء أمراض الجسد والنفس، وذاعت شهرته بين الناس "فتقاطروا إليه من كلّ صقع ومكان". راسله القديس يوحنا فم الذهب طالباً صلاته. وأبرز سيرته الزكيّة تيودوريتوس أسقف القورشية في تاريخه أصفياء الله(5) . وهكذا، كان القديس مارون قد استقطب، أثناء حياته وبعد وفاته، في أقلّ من عقدين، عدداً كبيراً من نسّاك منطقة قورش. شكّلوا نواة للحياة الرهبانية التي كان لها شأن كبير في الكنيسة الانطاكية.
المراجع
5-تيودوريتوس أسقف قورش، تاريخ أصفياء الله، ترجمه عن أصله اليوناني الأرشمندريت أدريانوس شكّور، الرهبانية الباسيليّة الحلبيّة، 1987.
Théodoret de Cyr, Histoire des moines de Syrie, Histoire philothée, Paris, Cerf, 1977. (SC 1978, 234).